البحرين تنضم للإمارات على سرير نتانياهو : الصغار يلعبون بالنار...

الحرية تي في - الحرية تي في آخر تحديث : 14‏/9‏/2020 15:25

20190619_110549.png (296 KB)

محمد الشمسي

يتوهم ترامب أن حل صراع متجذر ومركب يتداخل فيه التاريخي بالديني بالعرقي و عمره قرابة 80 سنة لن يكلفه سوى تغريدة على تويتر في بضع كلمات، وهو المهوس بعالم الصفقات التي يربحها فور التوقيع عليها.

يظن ترامب ان إحراز الأمجاد يتطلب فقط مكالمة هاتفية وتحضير " أوراق الاتفاقية" ثم يؤذِّن في الحج فيأتيه "المنبطحون" من كل بلد عربي حبوا أو زحفا ، يتعامل الرجل مع العالم كله بفائض من الغطرسة والتكبر والجهل السياسي.
سبق لترامب ان اعترف بالقدس عاصمة لاسرائيل ضدا في التاريخ والجغرافية وقرارات الامم المتحدة ، ونقل اليها سفارة بلاده، و أباح ترامب لإسرائيل أن تفعل ما تريد وتضم وتحتل المحتل وتبلع ما تشاء من أراض يشهد التاريخ أنها سلبت من المظلومين ومنحت للظالمين بعد تكالب القوى العظمى الرائدة في الظلم، وقد جعل ترامب العالم يتيقن ويتأكد من ان فلسطين تحتلها أمريكا وليست اسرائيل ، وان اسرائيل هي مجرد الواقي الأمامي الذي يخفي المستعمر الحقيقي.
مسكين ترامب ومعه نتانياهو فهما مثل طفلين يعانيان من سمنة وضخامة مرضيتين وسط أقرانهم الذين يعانون من سوء التغذية، إنهما يتنمران على الجميع وهذا الجميع مرتعب خائف من حجميهما المنفوخين بالمواد الحافظة والشحوم الزائدة.
لا يزال نتانياهو لم يتوجه الى امريكا ليوقع صلحه مع "بن زايد" حتى لا نقول الامارات العربية المتحدة، فشتان بين الحاكم والدولة، ففي أحيان كثيرة يغصب الحاكم الدولة، يتريث نتانياهو في السفر حتى يجمع له أكبر عدد من الحكام العرب الذين ولُّوا وجوههم صوب "الكنيست" يتخذونه قبلة ويستظلون بظله لحمايتهم من " الشيعة الروافض" ، فالرجل لا يقوى على هدر وقته وماله في سفرية لا تتيح له سوى التوقيع مع دولة في حجم مدينة ، إنه ينتظر حتى يدخل أكبر عدد من السرب في المصيدة، فهو لا يعول على "كلمة" الصغار لبيع واحدة من أكبر القضايا، إنه يرغب في أن يكتب أسماء كل الحكام العرب في سطر واحد، حتى يقع البيع تاما ناجزا، يجهز به على خريطة بأكملها، لعلها فرصته التي لم تتأت لغيره، هي بداية تحقيق الحلم الصهيوني لإقامة "إسرائيل الكبرى" الوارد في العهد القديم في أسفار التكوين والتثنية والعدد واللاوين...وما تحويه تلك الأسفار من عنصرية وتزييف، ولن يكلفه ذلك سوى" مسافة بين فلسطين وأمريكا "...
يخطئ من يعتقد ان الانظمة العربية الشمولية والاستبدادية يمكنها التصرف في الدول التي" تحتلها "كما يتصرف مالك الضيعة في ضيعته، فالصلح ما لم يباركه الشعب يبقى مجرد " مؤامرة" خضعت لتجميل مشوه ، والصلح الذي لم تتداول بشأنه المؤسسات الشرعية للدولة وتصدر بحقه مراسيم وقوانين لا يعدو ان يكون نزوة من نزوات الحاكم الحائر حتى ولو طبل له المطبلون في قنوات المياه العادمة ، وأثنى عليه علماء باعوا الحق وهم فوق المنابر، وأيدته أقلام بمقالات متخاذلة مكتوبة بدماء الشهداء...وسيأتي يوم الحساب إن آجلا أو عاجلا ...
ربما ستبقى فلسطين هي القلعة العربية الوحيدة التي صمدت في وجه الصهاينة قرابة قرن من الزمن، أما باقي الدول العربية فبيعت للعدو الصهيوني برسائل نصية قصيرة على الهواتف، وتذكرة طائرة لاستكمال الحفل التنكري ، و لا عجب ان تصبح فلسطين هي ممثل العرب والمدافع عنهم في المحافل عندما تغرز إسرائيل مخالبها الصدئة في قلوب من يبصبصون بقدوم " الفاتح نتانياهو"...
بات الكبرياء العربي مثل جبل من الرمال تنحته الرياح القوية فيصير منبسطا، حتى أضحى جيلنا لا يصدق أن هؤلاء الغدارين المتخاذلين قاموا ذات سنة بارسال الجيوش لجبهات القتال ضد العدو الصهيوني، ولو انتهت المعارك بخساراتهم فقد باتت نكبة حزيران من حرب 1967 مجدا، لانه كان فيها شرف المحاولة ، بل إن أم وأب كل النكبات هو ما يقع في سنة 2020 وما قبلها ....ولم يعد الخونة هم من باعوا بعض التجريدات والخطط العسكرية بل بات الخونة هم من عرضوا وطنهم وإخوتهم هدية للعدو بلا حتى طلقة رصاص واحدة، ودون حتى ثمن، وقطعوا الثياب من قُبُل وقالوا للمغتصب" هيت لك"
لا أشك ان القيادة الفلسطينية مشاركة في عملية تفويت الارض مقابل الأرصدة البنكية، وهي مبتهجة لأن تكون القضية الفلسطينية مهرا وصداقا في زواج باطل، لذلك لا تنطلي علينا غضبة عباس ولا بيانات منظمته، لعلها مسرحية بسيناريو مفضوح، فقد رسم العدو للخونة الغدارين مساحة للاحتجاج وطبع لهم بلاغات التنديد والشجب ، وسمح لهم بشيء من الرجولة لكن تحت المجهر، كل ذلك لامتصاص فورة براكين الشعوب التي إن ثارت ستقتلع تلك الانظمة من جذورها وتشنقها بأمعائها كما يحتفظ بذلك التاريخ لمصير أعتى الطغاة...
في المحصلة يضيف نتانياهو حمد لبن زايد ، ويجمعهما فوق فراش واحد في انتظار انضمام "الاخت الكبرى" والتحاق باقي الشقيقات الصغيرات في الخليج دون نسيان بعض المتحمسات لهذا الحب من طرف واحد من خارج القارة الآسيوية ...
طالبت الاجيال العربية الحالية والماضية باستقلال دولة واحدة، وسيكون على الاجيال القادمة النضال والقتال للمطالبة بتحرير أمة بأكملها، أمة باع " أولياء أمورها" العرض والقضية والشرف بتدوينة ....

البحرين تنضم للإمارات على سرير نتانياهو : الصغار يلعبون بالنار...
رابط مختصر
14‏/9‏/2020 15:25
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء أسرة "الحرية تي في" وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.