بعد تلويح بيدرو سانشيز بالاستقالة من رئاسة الحكومة الإسبانية وتوقفه مؤقتا عن ممارسة مهامه الاعتيادية، بسبب ملاحقة قضائية لزوجته التي يشتبه في تورطها في قضايا فساد واستغلال للنفوذ، تظاهر مئات الآلاف من أنصار الحزب الاشتراكي الإسباني، في محيط مقر الحزب بالعاصمة مدريد، تضامنا مع رئيس الحكومة بيدرو سانشيز.

المتجمهرون كرروا ترديد العديد من الشعارات المطالبة لسانشيز بالاستمرار في مهامه على رأس الحكومة، وتندد بما أسموه المحاولات الانقلابية التي يقودها المحافظون وأقصى اليمين عبر مؤسسات القضاء وعبر الصحافة، التي وصفوها بتسييس السطة القضائية، مؤكدين أن هذا التشويش إنما جاء كرد فعل على جولة أوروبية سعى خلالها  سانشيز لإقناع بعض الدول الأوروبية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، أسوة بحكومته.

وقال رئيس وزراء إسباميا يوم -الأربعاء الماضي- إنه يفكّر بالاستقالة بعد فتح تحقيق بحق زوجته بيغونيا غوميز بناء على شكوى تقدمت بها جمعية “مانوس ليمبياس” (Manos limpias/الأيادي النظيفة) وهي مجموعة تعتبر قريبة من اليمين المتطرّف، مضيفا أنه سيعلن قراره النهائي بهذا الشأن الاثنين المقبل.

ووفقا للإعلام الفرنسي، فقد شكّل هذا الإعلان مفاجأة في إسبانيا حتى لوزراء مقرّبين من سانشيز أكدوا أنه لم يطلعهم على إعلانه هذا بشكل مسبق.

وتوجهت نائبة رئيس الحكومة وزيرة الميزانية ماريا خيسوس مونتيرو إلى سانشيز بقولها “أيها الرئيس، ابقَ. بيدرو، ابقَ، نحن معا.. علينا أن نتقدم، أن نواصل دفع هذه البلاد للأمام، لا يمكن لإسبانيا أن تتراجع” للخلف.

وحسب الوكالة ذاتها، لم يستبعد محللون أن يعمد سانشيز للاستقالة، بينما رأى آخرون أن من الخيارات الممكنة طرح الثقة بالبرلمان ليُظهر سانشيز أن حكومته لا تزال تحظى بالغالبية في مجلس النواب، مما يتيح له البقاء في منصبه.

وتعهد الإسباني بيدرو بأن تعمل حكومته الجديدة في أوروبا عموما وإسبانيا على وجه الخصوص من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وسط سعي مدريد للدفع باتجاه مواقف أوروبية تلائم التطلعات الفلسطينية.