بعد الاتنقادات والقلق الأمريكي الذي لاقته عملة فيس بوك الرقمية ” ليبرا” فور الإعلان الرسمي عنها، أظهر تقرير جديد لـ Bloomberg أن الاتحاد الأوروبي هو الأخر متخوف من النتائج المترتبة على إطلاق العملة، حيث بدأت لجانه لمكافحة الاحتكار بالتدقيق والتحري حول ليبرا وتأثيرها في السوق وعلى المنافسين.

ويرى منظمي قوانين مكافحة الاحتكار في الاتحاد أن عملة فيس بوك قد تقضي على طموحات وآمال المنافسين، وتحدد بذلك نطاق المنافسة في هذا السوق وذلك بناءً على استغلال معلومات وبيانات المستخدمين.

حيث يدرس الاتحاد الأوروبي عملية الدمج المزمع تنفيذها لمحفظة فيس الرقمية بتطبيقي المنصة واتساب وفسبوك مانسجر، ضمن تحرياته الجارية بخصوص هذا الشأن.

فيما استند تقرير الموقع على استباينات قامت المفوضية الأوروبية بارسالها لعدد من الجهات المشاركة في إخراج ليبرا، حيث أن هذه الخطوة تعد من العمليات الروتينية الأولية التي تسبق أي عمل رسمي يتم نشره للعلن، مما يعني أن التحقيق لازال في بدايته وقد تتكشف المزيد من تفاصيله خلال الفترة القادمة.

ومن جهتها رفضت شركة فيس بوك التعليق على محتوى التقرير، كما ان المفوضية الأوروبية ولجانها المختصة بهذا الشأن لمت تبدي هي الأخرى أي تعليق على الموضوع.

الجميع متخوف من ليبرا

بشكل عام لا تعتبر مخاوف الاتحاد الأوروبي جديدة كون العديد من المؤسسات والهيئات الحكومية الأمريكية قد سبق ونوهت لهذا الموضوع، وعبرت عن قلقها من استغلال العملة للهيمنة على السوق من طرف واحد بالإضافة لاستغلالها في تبادل الأموال بطريقة غير قانونية في حال إطلاقها رسمياً.

كما أن فرنسا وألمانيا قد سبق وعبرتا عن اعتراضهما على إطلاق فيسبوك لليبرا كونها ستصبح بمثابة بنك ظل، تخضع لسيادة الشركة بشكل كامل.

مع العلم أن عملية استخدام بيانات المستخدمين ضمن المؤسسة المالية الرقمية للمنصة الاجتماعية تم طرحها على الطاولة هي الأخرى، حيث طولبت الشركة بتوضيح آلية جمعها واستخدماها لمعلومات المستخدمين أيضاً.

ولما سبق نرى أن عملية إطلاق ليبرا لن تكون بالسهولة التي قد يعتقدها البعض نظراً للتعقيدات تواجها الشركة من حيث الرقابة والالتزام بقوانين عدم الاحتكار وكذلك أمان المستهلك، بالرغم من انها ستوفر الكثير من الوقت في علميات التبادل المالي بواستطتها.