"قيامة أمزازي": دخول مدرسي مُقَنَّع تأمينه"الحفيظ الله"

الحرية تي في - الحرية تي في آخر تحديث : 2‏/9‏/2020 09:10
 

20190619_110549.png (296 KB)

محمد الشمسي

فرض الوزير أمزازي دخولا مدرسيا فجائيا ومُقنَّعا، يكون فيه التلميذ مُقنَّعا، يستقبله حارس مقنّع، ويعلمه معلم مقنّع، ويشرف على المدرسة مدير مقنّع، ويتلقى تعليما مقنّعا، إذا كان قرار الوزير بحثا منه على المصلحة الفضلى والمثلى للطفل ، وأنه " قدها وقدود " و أنه "قاد بشغلو وقاد بدخولو وبخروجو "، وأنه " قد فمو قد دراعو" وأنه يضمن أمن وسلامة الصغار ، والكل " على حسابو" وأنه " ضامن وبشكارتو" ف"الله يخلصو ويجازيه" فحتى وإن أخطأ فله ثواب المجتهد المخطئ و"الله يسمح لينا منو".
أما إذا كانت الغاية هي فقط تحريك جحافل ملايين المتمدرسين " باش تدور الناعورة" في زمن ركود كورونا، يعني أنه فقط "باش" المكتبات والمطبعات وشركات اللوازم المدرسية وشركات التعليم الخاص " يديرو لباس" فالله يخلصو على قد نيتو ...
أراد أمزازي وما شاء فعل، في دولة لم تصل فيها الجمعيات والنقابات والاحزاب والآباء والأمهات حتى لدرجة " شاورها ومتديرش برأيها"، فالدخول سيكون عاديا في تاريخه لكنه غير عادي في أجوائه، والاستمارة طُبِعت وباتت جاهزة للتوقيع عليها غصبا، كما توقع العروس المزوجة قهرا على رسم النكاح، و"اللي معجبو حال" تخيره الوزارة بين شرب مياه المتوسط أو مياه الأطلسي أو رمي نفسه من أعلى طابق، مثل ما خيرته بين الحضوري والحضوري.
كلنا كآباء ومعنا الأمهات " كتدور بنا الأرض" كلنا " داخت لينا الحلوفة" مع خطة أمزازي" المنتوفة"، فإذا قصدت المدرسة لتشفي غليلك في السؤال وجدت مسؤولا يجيبك بسؤال مثل سؤالك أو أشد ، يجيبك من وراء كمامة ب" باقين معرفناش"، أو يقول لك بصوت يجلب الشفقة " والله مخبيت علك شي حاجة كلشي باقي مرون"، طبعا إذا جهل مدير المدرسة تفاصيل الدخول المدرسي فمن يعلم به؟، استمارة في نصف ورقة وبالأسود والأبيض في تقشف لترشيد النفقات، فكيف سيكون الحال في توفير ميزانية كبيرة لعالم التعقيم والأقنعة وقس على ذلك وطيلة 10 أشهر من الإنفاق اليومي...؟
المدارس الخاصة أو بالأحرى "شركات القراية" أو " الشركة المدرسة" وهكذا يحلو لأصحابها مناداتهم لأنهم يبررون " سوقهم الغالي" بأن هناك "عرض وطلب"، وهي لغة" البياعة والشراية" ولغة اعتدنا سماعها إبان فترة "عيد الأضحى" في "رحبة الخرفان" مثلما نسمعها في "سوق الدجاج"، هذه المدارس "زغرتت" لقرار الدخول ليس من أجل عيون الأطفال بل طمعا في جيوب الآباء، لتعويض كبوة السنة الماضية، حتى أن بعضها أشعرت " زبنائها" أن "التعليم عن بعد" سيكون في أقسامها بمعنى " فك فك ...مخلص مخلص...سوا حضوري سوا غيابي".
"مدارس المخزن" رحمة الله عليها تم طعنها غدرا في الظهر، وهي تنزف وتنزف وتموت ببطء، سكنها أساتذة بعقود عمل مؤقتة في ما يشبه" العطاشة" ليكتشفوا لنا تقنية " التعليم بالعطش" التي تنضاف الى ذلك التعليم البعيد عن التعليم والقريب من" فورت نايت" و" بابجي"وغيرها من الألعاب التي أدمن عليها صغارنا وزادهم هذا التعليم عن بعد إدمانا...
هناك من تواطأ لإغراق التعليم العمومي في " الهمومي" لإنهاكه و"بيعه جملة" لشركات تعليم القراية" على شاكلة " شركات تعليم السياقة"، لكن لابد من استنهاض الأطر والكفاءات من خريجي المدارس العمومية للدفاع عن حق الأجيال في تعليم حقيقي وطبيعي غير مزود ب"الزواق والمواد الحافظة المسرطنة" ....وهناك من يتلاعب بمصير الأجيال في تلقي المعرفة الحقة وتحويلهم إلى فئران تجارب ببرامج استعجالية وهيكلية تبتلع الميزانيات وتخلف الفضائح وأفواج معطوبة ، حتى أن أحدهم رشح أن تكون هناك خطة مدروسة للاستثمار في الأمية والجهل ....
ستنطلق " قيامة أمزازي" ونحن لا نثق كآباء وأمهات في بروتوكوله الصحي ومذكرته الطويلة بلا فائدة ، لكن "ما عند الميت ما يدير قدام غسالو" سنعول على بوليصة تأمين تقوم على" الحفيظ الله"....و لو أن " لَحْساب تالي".

"قيامة أمزازي": دخول مدرسي مُقَنَّع تأمينه"الحفيظ الله"
رابط مختصر
2‏/9‏/2020 09:10
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء أسرة "الحرية تي في" وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.