"استمارة الموت"جاهزة لتحقيق كابوس "التعليم الخطوري"

الحرية تي في - الحرية تي في آخر تحديث : 27‏/8‏/2020 11:47

 

20190619_110549.png (296 KB)

محمد الشمسي

"...تواصل سيارات الإسعاف نقل التلاميذ والأطر التربوية والإدارية صوب المستشفى، المثير في البؤر التي ضربت عددا من المدارس هو أن المصابين من الصغار يرفضون البقاء بمعزل عن ذويهم، وأنهم دخلوا في حالة بكاء جماعي، حتى أنهم يرفضون تناول الأدوية فساءت حالات الكثير منهم بحسب مصادر طبية ، وبالمقابل يتجمهر العشرات بل المآت من الآباء والأمهات على مقربة من المستشفى في صراخ وهلع يحاولون تخطي الحواجز و رجال السلطة والدخول حيث يرقد صغارهم، ويرفض الأطباء السماح للآباء والأمهات ملاقاة أبنائهم مخافة نقل العدوى لهم، إنه مشهد محزن وأليم...
من جهة أخرى قررت الحكومة إغلاق جميع المدارس وتوقيف الدراسة بما في ذلك " عن بعد" بعد انتقال العدوى لعدد كبير من الأطر ، فيما تتحدث مصادر عن إعفاء وزير التعليم واحتمال إحالته على التحقيق باعتباره لم يتخذ الاحتياطات اللازمة حيث تعامل مع الفيروس بكثير من اللامبالاة وهو الذي صمم على منح خيار للآباء والأمهات حول رغبتهم في التحاق أبنائهم بمدارسهم..."
رن هاتفي تحت وسادتي يخبرني أنها الساعة الثامنة إلا ربع صباحا، حمدت الله أني كنت في حلم وليس في علم...
ظل ذلك الكابوس يطاردني حتى وأنا في صحوتي، يذكرني أن الوزير تناسى يوم توقيفه الدراسة في منتصف مارس الماضي في بلاغ نزل فجائيا مثل آلام القلب، كان عدد المصابين يومها وفي المغرب كله هو 54 حالة فقط، بوتيرة 5 إصابات في اليوم، واليوم الذي هو الأربعاء 26 غشت 2020 يسجل المغرب 1336 إصابة و29 حالة وفاة، ويصل مجموع المصابين الى 55864 حالة وعدد الوفيات 984 حالة، يقرر الوزير فتح المدارس، بل ويفتح باب الخيار للآباء والأمهات...لماذا لم تخيرهم حين أغلقت المدارس في قرار منتصف الليل الذي زرعت به فتنة ووجلا بين الناس؟، لماذا وقد كانت الإصابات يومها لا تتعدى 54 في البلد كله؟...
فليسمح لي معالي الوزير لأقول له ليس نيابة عن جميع الآباء والأمهات، فأنا لا أملك توكيلا عن الجميع لكن نيابة عن كل أب وكل أم تشاطرني ذات الرأي ونفس الإحساس، وأن أتحدث باسم الدستور وباسم جميع القوانين وباسم الاتفاقيات الدولية لحماية حقوق الطفل، التي تجعل صحة وسلامة الطفل فوق كل رهانات سياسية فارغة، أو عنتريات زائفة، والتي تضع الحق في الحياة والسلامة الجسدية فوق كل الحقوق والواجبات، لأقول لك إنها ليست لعبة يمكن للمسئول خوض غمارها وإذا فشل كان له شرف المحاولة، إنها ليست مغامرة يمكن بها ملء نهج سيرة وزير، إنها مسألة حياة أو موت يا سيد أمزازي، والشريحة المستهدفة هنا هم الأطفال، الذين سيتمردون على وضع الكمامة، وسيعانقون بعضهم البعض، وسيفلتون من كل رقابة تلزمهم بسبل التعقيم أو النظافة، سيلاقون في اليوم الواحد العشرات في الساحات، وليس مجرد أبناء الجيران كما عللت حديثك أمام النواب، إنهم الأطفال يا معالي الوزير، أولئك الذين لا يعترفون بشيء اسمه المنطق أو العقل، وإلا لما كانوا أطفالا، فإذا أصيب بعضهم بالفيروس فلن يرضخوا للحجر الصحي، وسيدخلون في حالة نواح وانطواء شديدين بحثا عن أحضان والديهم وأقاربهم، وقد يرفضون تناول الأدوية وهذا يجعل أمر شفائهم صعبا، وبقية الصورة القاتمة في ذلك الحلم المزعج...
وأسأل السيد الوزير على سيبل المثال وأنت المتحمس ل" التعليم الخطوري" وهو فعلا خطوري لما يحمله معه من خطر داهم وشيك و حال، هل قمت بأداء تأمين على كوفيد 19 ؟، أتعتقد أن الأب أو الأم الذي أصيب ولدهما أو ابنتهما بالفيروس في المدرسة "غادين يتفاكو معاك"؟، أليس التعليم كالعبادة كلاهما يحتاج إلى الطمأنينة والإرادة والحرية ؟ ، هل تعتقد أننا سنصدقك وأنت تلزم المدارس الخاصة بنقل نصف الحمولة بما يفرض عليها توفير المزيد من سيارات النقل وهي التي تتباكى، وأنت الذي قلت إن علاقتك بها بيداغوجية و تربوية فقط ؟... راجع أوراقك قبل أن يصبح كابوسي حقيقة ...



"استمارة الموت"جاهزة لتحقيق كابوس "التعليم الخطوري"
رابط مختصر
27‏/8‏/2020 11:47
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء أسرة "الحرية تي في" وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.