عمر احرشان : لهذا غابت العدل والإحسان عن مسيرة 8 يوليوز

الحرية تي في - الحرية تي في آخر تحديث : 10‏/7‏/2018 20:24

 

نورد  نص الحوار الذي أجرته الزميلة "دابا بريس" والذي سمته، "لحظة مكاشفة " مع الدكتور عمر احرشان أحد أبرز الوجوه  بجماعة العدل والإحسان، وعضو أمانتها العامة، للإجابة عن بعض أسئلة القرّاء بخصوص المقاطعة وحركة التضامن مع معتقلي الريف.*

omar_ihershan2.jpg (52 KB)

عبرت الجماعة في محطات عديدة عن تضامنها المبدئي مع معتقلي حراك الريف ‏كما شارك العديد من أعضائها بلجان التضامن مع معتقلي حراك الريف ‏و كافة أشكال الاحتجاجية بهذا الخصوص، لماذا اليوم تحفظت الجماعة عن المشاركة في مسيرة 8 يوليوز التي دعت لها فيديرالية اليسار؟ كما أن هناك اصوات تقول بأن التضامن لا يحتاج لدعوة رسمية للتعبير عنها فهل هناك تقدير مخاصر لكم بهذه المحبة بالأخص؟

التضامن لا يحتاج إلى دعوة رسمية، وبالمقابل يجب تنزيهه عن المزايدات الحزبية والسياسوية. مسيرة 8 يوليوز مسيرة حزبية بلون إيديولوجي واحد لا يعكس تنوع المجتمع المغربي ولذلك فهي ابعد عن أن تكون مسيرة الشعب المغربي. ولذلك، فنحن وغيرنا كثير عبرنا عن أننا غير معنيين بها دون أن نكون ضد أي كان في الانفراد بأشكاله النضالية التي يراها مفيدة للتضامن مع حراك الريف.
ليس منطقيا البتة أن تنفرد جهة بالدعوة لمسيرة وطنية وتحدد تاريخها وتشكل لجنتها التنظيمية ويطلب من الغير الالتحاق كأعداد. هذا المنطق الذي ألفه البعض مذ زمان لم يعد لائقا اليوم ويجب القطع معه، وأول خطوة لذلك هي عدم التجاوب معه. مع العلم أننا عبرنا في مختلف هيئات دعم الحراك على أن المسيرة الوطنية تتويج لخطوات نضالية محلية وهذا هو ما يعطيها الزخم الجماهيري ولكن جهات داعية لمسيرة 8 يوليوز وبسبب ابتعادها عن الميدان ونبض الشارع تقدر تقديرات تكون لها تداعيات كارثية على حجم التضامن مع حراك الريف. ويمكن لأي متتبع مقارنة حجم الحضور بين مسيرة السنة الماضية ومسيرة 8 يوليوز ليرى هل هذا التضامن في تصاعد أم تنازل. بهذا المعيار ستكون مسيرة 8 يوليوز مؤشرا سلبيا وستبعث برسائل سلبية.
نعتقد أننا إن ابعدنا ملف حراك الريف عن التجاذبات الحزبية، وهو ما حرصنا عليه منذ البداية، فسيكون ملفا جامعا وموحدا..ولكن هناك من يرى العكس لأنه يخضع عملا تضامنيا مجتمعيا مبدئيا لاشتراطات حزبية. فبعضهم لأنه يرفض التنسيق الحزبي مع العدل والإحسان يتسابق لانفراد بمبادرة حتى لا يضع نفسه في الحرج ويضع العدل والإحسان في دائرة رد الفعل ويخضعها للابتزاز السياسي. وهذا ما لن تخضع له الجماعة نهائيا.
وبخصوص حضور الجماعة في التضامن مع حراك الريف فهذا واقع لا يمكن حجبه والجماعة في غنى عن تكرار ذلك.

على ضوء هذا النجاح الملحوظ في حملة المقاطعة الواسعة للعديد من العلامات التجارية؟ ما هو موقفكم من هذا النوع الجديد من الاشكال الاحتجاجية؟ وما هو ردكم او بالأحرى موقفكم من دعوات وقف المقاطعة بخصوص علامة تجارية واحدة فقط؟
‪ ‬              
شكلت مقاطعة هذه البضائع الثلاثة فرصة لمعرفة التحولات التي يعرفها المغرب والمغاربة لأنها كانت بمثابة “ترمومتر” لقياس درجة الغضب ومنسوب عدم الرضا، وأزمة الوسائط التقليدية التي صارت تفتقد للمصداقية والقدرة على الإقناع والتعبير عن مطالب المغاربة، وكذا قدرة المجتمع على إبداع أشكال نضالية واحتجاجية متماشية مع طبيعة كل مرحلة على حدة.
نجحت هذه المقاطعة بالنظر إلى حجم المشاركين فيها ومدتها وحجم الضرر الذي لحق الشركات التي ما زالت تتعنت أو تراوغ أو تتحايل في الاستجابة لمطالب المقاطعين وقدرة المقاطعة على الصمود رغم كل أشكال الالتفاف وظروف الانشغال بقضايا كثيرة لأن الناس متضررين جدا من أثمان هذه المنتوجات.
أما بخصوص دعوات وقف المقاطعة، فأعتبر أنها غير موفقة في التوقيت والمبررات والضمانات رغم أنها صادرة عن شخصيات محترمة وذات مصداقية وبعيدة كل البعد عن أي اشتباه في نياتها وصدقها.
لا يمكن وقف المقاطعة  بناء على نوايا. توازي الأشكال يستلزم أن يصدر عن الشركة المعنية فعلا متناسبا مع المقاطعة يكون مطمئنا للناس وليس هناك من فعل إلا خفض الثمن. كما أن اصعب شيء يمكن القيام به في هذه اللحظات هو الوساطة لأن لا ضمانة موجودة وأتذكر هنا سوابق كثيرة مثل ما حدث في لجنة الوساطة بخصوص ملف الأساتذة المرسبين الذين تراجعت الداخلية عن كل وعودها لهم ولم تستطع لجنة الوساطة القيام بشيء.

‏وجهت العديد من أسهم الانتقاد لحملة المقاطعة في أسابيعها الأولى تحت تبرير وقوف العدالة والتنمية خلفها؟ ألا تعتبرون أن غياب قيادة لهذه الموجة الاحتجاجية الواسعه هو نقطة ‏ضعف تترك الباب مفتوحا للتأويلات؟ أم أنها في نظركم نقطة قوة تسمح بتجميع مجهودات لاستمرار الحملة دون ترك مجال للتفاوض السياسي حولها؟        
 
لا شيء خالصا مائة في المائة. كل شكل يتضمن إيجابيات وسلبيات..ولكن الأهم أن حجم المقاطعة وطريقة تدبيرها أعطت مؤشرات أنها مقاطعة شعبية وغير خاضعة لإرادة أي طرف مهما كان بغض النظر عن من أطلقها وخلفياته.
بخصوص المقاطعة، يجب التمييز بين تاريخ إطلاقها وحجم انتشارها. والأهم أنها لم تعد في ملك وتحكم من أطلقها لأنها صارت فعلا جماهيريا. وزاد من فعالية وضوح مطالبها وعدم قابلية هذه المطالب للتأويل.  ما هي مقترحات الجماعة لحل أزمة الريف إن وجدت؟ وما هو تعليقكم على الأحكام القضائية الصادرة في حق الزفزافي ورفاقه؟
‏ما هي مقترحات الجماعة لحل أزمة الريف أن وجدت وما هو تعليقكم على الأحكام القضائية الصادرة في حق الزفزافي ورفاقه؟

هي أحكام قاسية وظالمة استعمل فيها القضاء شر استعمال وحكمتها المقاربة البوليسية. لا حل هناك سوى الإفراج غير المشروط على المعتقلين ظلما وعدوانا ورد الاعتبار الفردي والجماعي لهم ولمنطقة الريف جميعها ومعالجة الفوارق المجالية والاجتماعية التي تسود البلاد كلها وخاصة منطقة الريف.

 

* المصدر  دابا بريس

عمر احرشان : لهذا غابت العدل والإحسان عن مسيرة 8 يوليوز
رابط مختصر
10‏/7‏/2018 20:24
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء أسرة "الحرية تي في" وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.