انضم المصمم المغربي هشام لحلو، مؤخرا، إلى قائمة الإصدارات الفنية المرموقة للعلامة التجارية الفرنسية العالمية المشهورة “دووم” (Daum)، التي تحظى بدراية فريدة في تصميم القطع الفاخرة، وذلك من خلال عمله “أوريكس” الذي تم إصداره في سلسلة محدودة ومرقمة وموقعة.

وبهذا الإنجاز ينضم لحلو إلى قائمة الفنانين المشاهير من قبيل “دالي” و”أرماند” و”ريتشارد أورلانسكي” و”رومولد هازومي” و”كارلوس ماتا” و”هيلتون ماكونيكو” و”بيدرو راميريز فاسكيز”.

وقد ارتكز هشام لحلو في إبداعه، الذي يعتبر رائد التصميم الصناعي الحضري في المغرب، على تخيل وإعادة تشكيل حيوان المها الذي زادته طبقة كريستال “دووم” رونقا.

وأوضح السيد الحلو، بهذه المناسبة، أنه ” أردت أن أشرف أصولي الإفريقية، من خلال تشكيل حيوان رمزي يعيش في غابات “السافانا” وفق تصميم راق ومرن، مضيفا أن تقديمه في سلسلة محدودة ضمن القائمة المرموقة” آرت إديسيون” الذي تصدره العلامة الفرنسية “دووم” هو تفعيل ملموس لهذه الرغبة.

ومنح المصمم المغربي ل” حيوان المها الذي شكله، حضورا أقرب ما يكون إلى الغموض، وذلك من خلال الاعتماد على الصورة الظلية المميزة لهذا الحيوان الأفريقي. وينضاف لونه الكهرماني المكثف وقرونه البرونزية الذهبية إلى السحر الذي يثيره الشغق والفضول، فيتجلى جمال المها في أبهى صوره “.

ولم تفوت العلامة التجارية “دووم” أيا من مواعيد الإبداع الفنية والدراية العلمية الحديثة، سواء كانت في مدرسة “نانسي”، أو ب”الفن الجديد” وكذا “الفنون الزخرفية”، حيث يتجدد امتزاج الفن و الحرف. والواقع أن العلامات التجارية التي تعمل مع هذا الكم الكبير من الفنانين تعد على رؤوس الأصابع، فقد تمكنت هذه العلامة التجارية، في غضون 140 سنة، من جمع أكثر من 350 توقيعا استثنائيا، لتشكل تراثا لا يضاهى ومجموعة فريدة من نوعها.

وتساءل المصمم، في بلاغ له، “كيف يتم تحويل هذه الأعمال إلى منحوتات بلورية؟ هنا يكمن سر “دووم”، العلامة التي تصنع الاستثناء، ورشة عمل غنية بالمعرفة والمهارة ، مختبر للعجائب، ومصمم يشكل أشياء لانظير لها”، مؤكدا أنه ” ثمة علامات تجارية تمضي القرون لكتابة التاريخ، وثمة فنانون يكتبون تاريخا في عقود قليلة فيستمر لقرون عدة، هكذا نصف “دووم” والفنانين العظماء الذين يؤثثون قائمة إبداعاتها”.

ويعد هشام لحلو، وهو أحد رموز الجيل الصاعد من المصممين الذي كان جزءا منه لأكثر من عقدين، حامل لواء التصميم الوطني المغربي وواحدا من رواد التصميم المميزين في إفريقيا. كما أن هذا الفنان المشهور على الصعيد الدولي، يوقع على المشاريع الكبرى والمجموعات التي تصدرها العلامات التجارية العالمية المرموقة، مثل “DAUM” و “Ecart International” و “Lip” و “Aquamass” و “CITCO Italy” و “HAVILAND” ومشروع جائزة (Africa Design & Days ADA, ADD) التي أسسها في 2014 برئاسة أحد قادة التصميم الإفريقي.

كما تصنف إبداعاته، التي يتم عرضها بانتظام في المتاحف مثل متحف “Vitra Design”، و “Guggenheim Bilbao”، و “Kunsthal Rotterdam” و”High Museum Atlanta Usa”، أو متحف “Victoria & Albert بمدينة لندن، في المنزلة ما بين التصميم والفن المعاصر، وجعلت هذه الإبداعات من المصمم فنانا مشهورا بطرازه الفريد وعمله على الخطوط ، وكذا بسبب اختياراته الفنية المبتكرة.

حصل السيد لحلو في سنة 2016 على وسام الآداب والفنون الفرنسي، وتم انتخابه عضوا في مجلس إدارة المنظمة العالمية لفن التصميم، وذلك بمناسبة انعقاد الجمعية العامة الثلاثين والاحتفال بالذكرى الستين للمنظمة في تورينو بإيطاليا يومي 14 و 15 أكتوبر 2017. ليصبح بذلك أول مغربي، ومن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ينتخب في هذا المنصب بعد 62 سنة من تاريخ تأسيس هذه المنظمة، أي في 29 يونيو 1957.

وحظي هذا المصمم المغربي بشرف دعوته من قبل السيدة، مارفا غريفين، مؤسِّسة “Salone Satellite”، ليكون أمينا لمعرض إفريقيا-أمريكا الجنوبية، معرض التصميم / التصميم الناشئ، الذي ينظمه “Salone Satellite” جنبا إلى جنب مع الأخوين كامبانا الشهيرين، المشرفين على قسم أمريكا اللاتينية. وقد شكل “Salone Stellite” أكبر حدث في مجال التصميم في العالم منذ 23 سنة.

علاوة على ذلك، قدم في أبريل من سنة 2019 ب”Salone Del Mobile”، وهو أكبر موعد للتصميم في العالم، ابتكاره الجديد “Africa Sound’s” الذي نشرته “CITCO”، العلامة التجارية الإيطالية العالمية الشهيرة التي تنشر إبداعها في إصدار محدود من 8 نسخ موقعة. وحصلت العلامة الإيطالية “CITCO”، إلى جانب هذا العمل المهم، على توقيع إبداعات جديدة أخرى من إنجاز “آنيش كابور” و”أريك ليفي”، فضلا عن مهندسي ومصممي القطع العالمية الفاخرة مثل “زها حديد”، “نورمان فوستر”، “أورا إيتو “، “أريك ليفي”، “آنيش كابور”، وغيرهم.

ومنذ ذلك الحين، تم عرض “Africa Sound’s” في العديد من المدن حول العالم مثل لندن وميامي وشنغهاي وما إلى ذلك. كما شارك المصمم المغربي رفقة السيدة باتريشيا ديفيفر مؤسسة Editions Langages du Sud في إطلاق مشروع كبير اشتغل فيه باعتباره مؤلفا. ويتعلق الأمر بكتاب، شارك في تأليفه البروفيسور كيني موجندي ك، يسلط الضوء على 50 مصمما يتحذرون من القارة الأفريقية والشتات، تم إطلاقه في ماي 2019، ويتم تسويقه في جميع أنحاء العالم.

وبحسب البلاغ، فهشام لحلو هو المصمم الرسمي لمحطات” البراق”، أول قطار فائق السرعة بإفريقيا، فقد قام بإعداد التصاميم الداخلية والتصميم الكامل للأثاث والإضاءة في قاعة الأعمال، وأماكن البيع وحجز التذاكر، والقاعة الشرفية، فضلا عن المقاعد العامة على المنصات وعدادات المعلومات مشيرا إلى أن محطة “البراق” وقد حصلت في القنيطرة على جائزة “فرساي” للعمارة مؤخرا.

وتم تعيين هذا المصمم بشكل رسمي في فبراير من سنة 2020 “المستشار الإقليمي لأفريقيا” داخل المنظمة العالمية لفن التصميم، من قبل الرئيس والرئيس المنتخب ومجلس الإدارة. وهو يعد بذلك المسؤول عن أفريقيا من وجهة نظر دبلوماسية، ويعمل تبعا لذلك على ربط علاقات مع المنظمات غير الحكومية والحكومات، والمؤسسات، وكذا توحيد منظمات التصميم في إفريقيا. كما يناضل من أجل جعل التصميم دافعا للابتكار ورافعة قوية للاقتصاد. وقد أسس بعد تعيينه بفترة قليلة منظمة تصميم إفريقيا، والتي سيبلورها مع بداية موسم 2020 في شتنبر.

وتصادف سنة 2020 ذكرى الاحتفال بمرور 25 سنة على رحلة هشام لحلو الدولية، ومن المقرر إقامة احتفال بهذه المناسبة في شتنبر من 2020.