#مقاطعون: هل مسحوق الحليب -البودرة- خطير على صحتك؟ هل يسبب السرطان؟

الحرية تي في - عبدالناصر البصري آخر تحديث : 10‏/6‏/2018 23:38

عبد الناصر البصري -

 -  تماشيا مع التحقيق الخطير الذي قامت به قناة "الحرية تي في" والذي نشره في موقعها الأستاذ سعيد بوزردة، حول إحتمال أن شركة جودة للحليب إستخدمت "مسحوق الحليب" في إنتاج الحليب الطري بالمغرب إستغلالا لحملة المقاطعة التي تقوم بها شرائح واسعة من الشعب المغربي منذ ما يقارب شهرين من الان، من أجل تغطية الفراغ في سوق الحليب والألبان بطريقة غير مشروعة ومخالفة للقانون.

صراحة، إستفزني المضوع بشدة كغيري من متابعي مستجدات هذه القضية بإهتمام كبير نظرا لخطورتها البالغة والضرر الكبير والمحتمل على صحة المواطنين -خاصة الأطفال- جراء إتباع شركة جودة لهذا الأسلوب الغير قانوني في إنتاج وتصنيع الحليب "الطري"، إن ثبت ذلك، وهو الأمر الذي يبدو منطقيا إلى حد بعيد بالنظر إلى الوقائع والوثائق التي ذكرها الأستاذ بوزردة في مقالاته الثلاثة.

أولا، أدعوكم للرجوع إلى المقالات التي أثارت الجدل بخصوص حليب جودة هذه الأيام، والتي يمكنكم ولوجها عبر الروابط التالية:

جودة والاستثناء العالمي : حليب خاتر مبستر .. !!؟

الفضيحة الكبرى: هل أتاك حديث "حليب جودة".. !؟

خطير جدا: تعاونيات الحليب تتهم جودة ببيع الغبرة للمغاربة

 

لهذا السبب، قمت بالبحث في هذا الموضوع معتمدا على مصادر موثوقة معظمها موقعة بأسماء أصحابها الأصليين وأخرى نقلا عنهم، وسأشير لها تباعا كلما إقتبست من أحدها.

أولا، وللتوضيح، فإن الموضوع ليس عن شركة جودة نفسها، ولكن هو عن مسحوق الحليب وأضراره، والتي لربما كانت السبب وراء منع المغرب إستخدام هذه "البودرة" من أجل صناعة حليب المائدة حسب المرسوم رقم 425-00-2 ل7 دجنبر 2000 حول مراقبة إنتاح وتسويق الحليب والذي جاء فيه "أن تصنيع الحليب المبستر المجدد كاملا والمجفف كليا أو جزئيا ممنوع".

powdered-milk.jpg (62 KB) هل مسحوق الحليب -البودرة- خطير على صحتك؟ هل يسبب السرطان؟ حملة المقاطعة

تقول  د. مونيكا ريناجل، الإخصائية في التغذية، في مقال كتابي مرفقا بتسجيل صوتي، نشره لها موقع "التدوين الصوتي" الشهير "Quick and Dirty Tips" يتحدث حول أضرار الحليب المدعم بالبودرة. أن مسحوق الحليب يحتوي على الكوليسترول المؤكسد، ومما ورد في المقال، أقتبس عنها:

"في عملية تحويل الحليب الطازج إلى مسحوق، من المرجح أن يتأكسد الكولسترول الموجود في الحليب. وصحيح أن الكولسترول المؤكسد أخطر بكثير من الكوليسترول."

المصدر.

ومن المعلوم طبعا، أن زيادة الكوليسترول المؤكسد فى الدم يسبب أضرار خطيرة بالشرايين، كما أنه يعتبر أحد المسببات الرئيسية لأمراض القلب (مصدر1، مصدر2، مصدر3)، كما نجد الكثيرين يربطون بين زيادة الكوليسترول في الدم وأنواع عديدة من السرطانات مثل هذا الخبر في موقع "بي بي سي عربي".

وتضيف مونيكا ريناجل في نفس المقال، انها تحدثت مع ممثلين عن ستة أنواع من الحليب، بما في ذلك العلامات التجارية الأمريكية Stonyfield Farms و Horizon، وأكدت ان لا أحد منهم يضيف أي حليب مجفف (بودرة الحليب) إلى منتجات الحليب الطازج، عدا منتج واحد فقط يسمى "Farmlet Dairies Special Request Skim Plus"، وهو حليب خالي من الدسم ويتم تسويقه على أنه كريم أكثر من الحليب العادي. حيث يقومون بإضافة مسحوق الحليب المجفف إلى الحليب الطازج.

لكن المثير في الامر هنا أن مونيكا أكدت أن مسحوق الحليب ليس مدرجًا بشكل منفصل في قائمة المكونات، وعللت ذلك بأن وكالة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لا تطلب من هذه الشركات إدراج مسحوق الحليب ضمن قائمة المكونات... وهنا نسأل بدورنا، هل نفس الأمر لدينا في المغرب؟! أقصد، هل يطلب من الشركات إدراج أن مسحوق الحليب هو احد مكونات "الحليب الطازج" أو "الحليب الطري" إن وجد -المسحوق-؟ أجزم مسبقا بالنفي، وذلك بناءا على المادة التاسعة من المرسوم  رقم 425-00-2 ل7 دجنبر 2000 والذي سبقت الإشارة إلى أنه يقول صراحة بمنع تصنيع الحليب المجفف كليا او جزئيا. أي أنه لن يطلب وضع مكون في القائمة وهو ممنوع في الأصل، وإن كان موجودا بشكل ضمن المكونات فهو أمر غير قانوني ويخل بقوانين المنافسة ويضر صحة المستهلك، بالتالي لا يمكن أن يوجد ضمن قائمة المكونات.

إذا، بقي سؤال مهم، وهو كيف يمكننا التأكد من أن حليب جودة -على سبيل المثال لا الحصر- يحتوي على بودرة الحليب؟

تقول د. مونيكا في نفس المقال السالف الذكر، أن هذا الامر سهل جدا. وسأقوم هنا بترجمة "شبه حرفية" للطريقة التي ذكرتها في هذا المقال، كما يلي:

"يمكنك بسهولة معرفة ما إذا كان الحليب الجاف قد أضيف إلى الحليب الطازج من خلال النظر إلى قائمة مكونات التغذية. إذا كان الحليب يحتوي على أكثر من 9 غرامات من البروتين لكل كوب واحد، فبإمكانك أن تكون متأكدًا جدًا من أنه قد أضيف إليه مسحوق الحليب الجاف."

إذا هناك طريقة بسيطة لمعرفة إذا ما كانت أي شركة إنتاج حليب، تقوم بإضافة البودرة للحليب المفروض أنه "طازج" و "طري" ويحترم شروط إنتاج حليب المائدة الذي يعرض في الأسواق التجارية الضخمة والمحلات التجارية الصغيرة، وذلك عبر مقارنة كمية البروتين بالنسبة المفروض أن توجد في الحليب الطبيعي والمصنع (أقصد المسحوق). ولكها تعتمد في الأساس على ما تصرح به الشركة نفسها عبر قائمة المكونات الموجودة في علبة الحليب، لذلك قد يتطلب الأمر خبرة على عينات من حليب جودة (في حالتنا هذه) لمعرفة نسبة البروتين في كل كوب منه، ومقارنتها بالكمية الطبيعية، والكمية الصناعية (9 غرامات) للخروج بخلاصة حول الموضوع.

طبعا، ليست مونيكا ريناجل وحدها من تحدث حول هذا الموضوع أو بحث فيه، بل هناك العشرات من الباحثين والاختصاصيين ألقوا محاضرات ونشروا مقالات وبحوثا بهذا الصدد. ومنهم من أكد أن استهلاك الحليب المصنع يزيد من عامل النمو شبيه الانسولين-1 والذي يرمز له إختصارا ب IGF-1، وهو مرتبط بالسرطان! وفي هذه النقطة بالذات يمكنني إحالة القاريء على فيديو للبروفيسور مايكل غرير نشره في موقع "Nutrition facts" على هذا الرابط. والمشكلة في هذه الجزئية قد تكون بسبب الإضافات الصناعية السيئة للحليب، ليس فقط فيما يخص موضوعنا هنا (بودرة الحليب) ولكن ما يتعلق بعلف الأبقار، وحلب هذه الأخيرة أثناء الحمل... إلخ. بالتالي فإن مسحوق الحليب قد يكون "ضررا أسوأ" يضاف إلى "ضرر سيء" على صحة المستهلك، فالحقيقة الواضحة وضوح الشمس ان غذاءنا تغير بشكل كبير جدا، ولم يتبقى من طبيعة بعض المواد الغذائية إلا إسمها فقط.

نرجع الان، للأضرار المحتملة لمسحوق أو "بودرة" الحليب على صحة المستهلك، وسنتحدث عن إحدى المواد المضافة له وهي الليسيتين أو الجيلاتين الحيواني، وهو مادة لينة لزجة، غير قابلة للذوبان في الماء، تُستخرج من عظام الحيوان وأنسجته بإغلائه الطويل في الماء.

أولا، تجدر الإشارة إلى أن المغرب، وحسب موقع "المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية" (onssa) يستورد هذا البروتين من ستة بلدان وهي الأرجنتين، بلجيكا، البرازيل، فرنسا، إيطاليا، وتركيا. ويمكنكم الإطلاع على شروط الإستيراد لهذه المادة في الفقرة الثانية من "الشهادة الصحية المتعلقة بإستيراد مادة الجيلاتين إلى المغرب من فرنسا، والموجهة للإستهلاك البشري" على نفس الموقع.

عموما، يمكن إستخراج مادة الجيلاتين الحيواني من جلود أو عظام الإبل والبقر والغنم والخنزير. لكن onssa يؤكد في بلاغ له "أن هذه المادة تخضع عند استيرادها بنقط العبور على غرار المنتجات الأخرى إلى مراقبة دقيقة من قبل المصالح البيطرية المختصة" ويتم "الـتأكد من الحيوان مصدر المنتوج وبالتالي لا يسمح باستيراد سوى جيلاتين البقر". ذكرت هذه النقطة فقط لتجاوز مسألة المصدر الحيواني الذي يعتبر حساسا بالنسبة لنا كمجتمع مسلم بسبب أن الخنزير هو أحد أبرز وأكثر الحيوانات التي يستخرج الجيلاتين من بقاياه، فلحمه محرم تحريما قطعيا في الشريعة الإسلامية، بالتالي ومادام المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية يراقب المصدر الحيواني للجيلاتين، فهو المسؤول الأول عن إستيراد هذه المادة (الجيلاتين) من أي مصدر سيء، منها الخنازير.

أما من ناحية الأضرار، فالجيلاتين الطبيعي المتواجد في الأطعمة (سواء الحيوانية او النباتية) فالجميع يؤكد أنه مفيد للصحة عموما، لكن بالنسبة لهذا البروتين الصناعي الذي نتحدث عنه هنا فكما هو معروف، ان أي مادة صناعية لها جوانب وتأثيرات سلبية على صحة الإنسان، على المدى القريب، المتوسط، او البعيد، لذلك وجدت الكثيرين يشيرون لأضرار محتملة للجيلاتين منها الإنتفاخ وإضطرابات في المعدة والإمساك، كما حذروا من ان بعض الناس قد يكون لديهم حساسية من الجيلاتين، منها هذا المقال وهذا وهذا. (أنقر على كلمة "هذا" للدخول لكل رابط على حدة)، من جهة اخرى نجد أن بعض المقالات تحذر من مخاطر عالية محتملة لمادة الجيلاتين قد تصل للتسبب المباشر في سرطانات مختلفة، منها هذا التحقيق .

كما ان الدكتور المغربي الشهير "محمد الفايد" قال بان الترخيص للجيلاتين في حد ذاته هو أمر "خاطيء"، وذلك في تسجيل صوتي يمكنكم الإستماع له عبر الفيديو التالي:

 

ورغم الإختلاف بين اطروحات مختلف البحوث والمقالات والاخبار المنشورة بهذا الخصوص، إلا ان الكل يجمع على امرين مهمين لتجنب أضرار الجيلاتين، وهما "عدم الإفراط في تناول هذه المادة" و"التحقق من مصدرها الحيواني وظروف تصنيعها"، بالتالي فالجيلاتين كمادة بحد ذاتها، يفترض انها لا تسبب أضرارا مباشرة وواضحة (على الأقل، لم يثبت ذلك لحد الان).

قبل إنهاء هذه الفقرة بخصوص الجيلاتين هناك ملاحظة مهمة جدا يجب الإشارة لها، وهي أن الجيلاتين في الأساس هو مادة شفافة لا لون لها (مثل الماء تقريبا) ولا طعم لها، اما اللون الذي يتميز به والمائل للأصفر فيكتسبه من مواد ملونة (المصدر)، وللإشارة أنني عندما بحثت عن المواد الملونة وجدت كل مادة لها رمز مميز، يتكون من ثلاثة أرقام ويبدأ بحرف E، مثل E100 وهي مادة ملونة صفراء مصنعة يعتبرها البعض سامة (تنبيه: كلمة سامة لا تعني قاتلة بالضرورة) ويثار حول هذه المواد الملونة شبهات كثيرة، خصوصا مصادرها الأصلية (سواء حيوانية او نباتية). لذلك، فالتحقق من سلامة مصدر الجيلاتين الخام في حد ذاته، لا يعني ان المادة الكُلية سليمة !

إذا، يتبقى معنا في هذا البحث، نقطة أخيرة مهمة جدا، وهي المواد الحافظة المستخدمة في الحليب الذي يتم إنتاجه من مسحوق أو بودرة الحليب، ومعرفة إن كانت لها أضرار خطيرة على صحة الإنسان.

عموما، نجد أن تعريف المواد الحافظة هي أنها مواد كيميائية تستعمل للاحتفاظ بالغذاء لمدة زمنية أطول حتى يتوافر للسكان في كل مكان وزمان ويسهل عمليات الشحن والتفريغ، وتعد المواد الحافظة هي مواد كيميائية في الأصل يتم إضافتها إلى الغذاء المحفوظ والعصائر والمشروبات لمنع نمو الكائنات الحية الدقيقة والفطريات التي تفسد الطعام مثل الخمائر والاعفان وتمنع المواد الحافظة من تزنخ الأغذية، تحتوي تلك المواد الحافظة على نكهات طبيعية وصناعية ومواد ملونة تضاف للأطعمة لتجذب نظر المستهلك ومواد أخرى من أجل تحسين قوام المواد الغذائية تتكون جميعها من المستحلبات حيث أنها تمنع انفصال المواد الغذائية، و لكن هنالك قوانين تسمح بوضع المواد الحافظة داخل الأطعمة بالقدر اليسير الذي لا يحدث معه أي مضاعفات خطيرة على الصحة ولكن الزيادة في وضع المواد الحافظة يحولها إلى مواد مسرطنة حيث تساهم النسب الكبيرة من المواد الحافظة بتكوين الخلايا السرطانية و التأثير على وظائف القلب والكبد والكلى ويؤثر على المخ والجهاز العصبي.

في الحقيقة، لقد وجدت العشرات من الخبراء والأطباء يقولون ان معظم المواد الحافظة هي خطيرة جدا على جسم الإنسان، وبعضها تعتبر مواد مسرطنة. ولعل أقرب مثال لنا هنا مرة أخرى هو الدكتور المغربي محمد الفايد، والذي عثرت له على تسجيل صوتي يقول فيه بالحرف أن جُل المواد الحافظة (جُل يقصد بها نسبة تقدر بأكثر من 97 في المائة حسبما قال في نفس التسجيل) تعتبر مواد "مسرطنة"، وذكر منها "حمض السوربيك" و"حمض البنزويك" اللتان تعتبران مادتين مسرطنتين، ويمكنكم الإستماع له في الفيديو التالي:

 

 

في نفس الصدد، نجد أن الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) وهي جزأ من منظمة الصحة العالمية، قامت في مراجعة/بحث للنترات "المبتلعة" وصنفتها على انها "مسببة للسرطان" (المصدر)، حيث تم ربط النترات والنتريت بسرطان الأمعاء، وللعلم أن "نترات الصوديوم" تستخدم كمواد حافظة على نطاق واسع في مواد غذائية عديدة.

خلال بحثي بخصوص هذه النقطة الاخيرة بالذات وجدت العديد من المقالات العلمية والبحوث الطبية التي تتحدث عنها وتؤكدها، وتقول ان إستهلاك المواد الحافظة بإفراط يتسبب في خلل بالخلايا البشرية ويؤدي بالضرورة لحدوث أمراض سرطانية، ومنها مقالة علمية للدكتورة الصيدلانية رزان حسن، منشورة في موقع "الطبيب" بعنوان "أطعمة تسبب السرطان عليك تجنبها" وتقول فيها: "أشار باحثون إلى أن الإفراط في استخدام الأملاح والمواد الكيميائية والمواد الحافظة، بما في ذلك نترات الصوديوم، إلى الإضرار بالصحة ويمكن أن يتسبب في حدوث السرطان".

يمكنكم أيضا الرجوع إلى هذا المقال الإخباري المنشور بجريدة الوسط الإخبارية ضمن العدد 3409، لمزيد من المعلومات حول المواد الحافظة وعلاقتها بأمراض سرطانية مختلفة، كما يمكنكم الإطلاع على كتيب نشرته جمعية حماية المستهلك السعودية بعنوان "المواد المسرطنة" والذي يقول أن المواد المسرطنة هي التي تسهل حدوث السرطان، وذكر منها المواد الحافظة وخطورتها على الإنسان، خصوصا الأطفال.

 

في النهاية، أود التوضيح إلى إن الغرض من هذا البحث، هو توضيح أن بودرة الحليب، التي يمنع إستخدامها في المغرب في صناعة حليب المائدة (وهو امر صائب كليا في تقديري) هي مادة خطيرة على صحة المستهلك لكل ما تم ذكره فوق. وإن ثبت حقا أن شركة جودة إستخدمت هذا المسحوق (الغبرة) في الحليب فالأمر خطير جدا، ويعتبر مهددا للأمن الصحي الوطني، هذا دون الحديث عن أمور أخرى تطرق لها نشطاء حملة المقاطعة من قبيل خرق قوانين المنافسة، والتهرب الضريبي، وإستغلال الحملة لجني أرباح غير مشروعة... إلخ. لذلك، أعتقد انه يجب فتح تحقيق في الموضوع، وإن ثبت العكس، يجب إعطاء تفسيرات عن الأرقام الخيالية التي نشرت حول إستيراد شركة جودة لمسحوق الحليب بمئات الأطنان وأضعاف الأرقام الإعتيادية في الاشهر الاخيرة (أكبر حتى من حجم الاستيراد الذي تقوم به شركات أكبر منها بكثير من ناحية الانتاج والتسويق لمنتجات تستخدم مسحوق الحليب من قبيل الأجبان)، وذلك تزامنا مع حملة المقاطعة الشعبية التي إستهدفت ثلاثة منتجات منها المنتج الأول في سوق الحليب والألبان في المغرب "سنطرال" منذ ما يقارب شهرين.

أيضا، وحتى يفهم الموضوع على نحو سليم، فهذا المقال ليس بغرض الدفاع عن شركة أو مهاجمة أخرى بدقر ما هو بحث في الحقيقة التي يبدو أنها إن ثبتت التكهنات بشانها فستكون صادمة للشعب المغرب.. فأنا شخصيا لم أشرب الحليب منذ بداية المقاطعة، وقاطعت جميع العلامات الثلاث الموجودة على القائمة ومعها علامات أخرى أرى انه لا فائدة من إستخدامها والترويج لها إن عن قصد أو غير قصد، ومنها شركة جودة. لكن ورغم ذلك كان بعض أفراد عائلتي يقتنون الحليب وبعض مشتقاته من شركات غير مدرجة ضمن قائمة المقاطعة في الفترة الماضية وأبرزها جودة، وسلامتهم تهمني بكل تاكيد، لذلك، وجدت ان البحث حول الموضوع والتدقيق فيه هو من مسؤوليتي تجاههم وتجاه كل أبناء هذه البلاد الذين يجب على الجميع إحترامهم، حيث شاركوا في حملة #مقاطعون وأبانوا عن مستوى فكري راقي جدا، فتميزوا في هذه الحركة الإحتجاجية الرائعة بأسلوب حضاري نادر الحدوث وهو الأمر الذي لم يكن أكبر المتفائلين في هذه البلاد يتوقعه حتى وقت قريب.

إعلام: كنتيجة للأسلوب التجاري التي إعتمدته جودة وعدم خروجها بأي توضيح بهذا الخصوص، أو تقديم أي تفسيرات، وأيضا لعدم تخفيضها ثمن الحليب رغم أنها أصبحت الان المسيطر على سوق الحليب فعليا بعدما خفت نجم سنطرال، قام نشطاء حملة مقاطعون عبر أزيد من 30 صفحة نشيطة، بالإعلان عن بدأ حملة المقاطعة بشكل رسمي لهذه الشركة وهو الإعلان الذي نشره موقع "الحرية تي في" بالأمس على الصفحة التالية:

عاجل: رسميا حليب جودة ضمن قائمة حملة المقاطعة.

وكان ذلك تحت شعار: عاشت المقاطعة حذرة وصامدة.

حفظنا الله وإياكم.. دمتم سالمين.

#مقاطعون: هل مسحوق الحليب -البودرة- خطير على صحتك؟ هل يسبب السرطان؟
رابط مختصر
10‏/6‏/2018 23:38
أترك تعليقك
9 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء أسرة "الحرية تي في" وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.