عبد الوهاب رفيقي يكتب عن إنسانية نيوزيلاندا

الحرية تي في - حنان عزيمان آخر تحديث : 23‏/3‏/2019 06:41

abdlawahhab-rafiqi.JPG (19 KB)

كتب عبد الوهاب رفيقي( ابوحفص )، تدوينة فيسبوكية، استرعت الاهتمام لما جاء فيها من تأملات في مشهد يومه الجمعة بنيوزيلندا ، التي كانت اليوم واحة للتضامن والتسامح، أثناء صلاة الجنازة على الضحايا.

يقول عبد الوهاب رفيقي في تدوينته :" الكل منبهر اليوم بالصورة الرائعة التي قدمتها نيوزيلاندا، بكل ما فيها من إنسانية وحب ورقي، انسجاما مع مبادئ القوم وأخلاقهم، وليس حبا في الإسلام ولا إعجابا بالمسلمين...لكن السؤال: هل يمكن أن نشهد مثل هذه الصورة في مجتمعاتنا الإسلامية؟ كم هو حجم التضامن الشعبي- ولا أتحدث عن الخطابات الرسمية والسياسية والنخبوية- مع كل ضحايا الإرهاب الإسلامي؟ ...أكان فقهاء المسلمين سيوافقون على المشاركة في قداس مسيحي أو مجلس عبادة لأي دين أو مذهب تعاطفا مع ضحايا حادث إرهابي غير مسلمين؟...هل كانوا سيرضون بارتداء المسلمين لأزياء ورموز تمثل ذلك الدين أو المذهب تعاطفا وتضامنا؟؟." ويؤكد عبد الوهاب رفيقي أن الجواب عن كل هذه التساؤلات يتمثل في أنهم "لن يفعلوا.. ولو فعلوا لخانوا كل فقههم وما تلقوه وما يلقنونه لطلابهم وأتباعهم...حتى حين يتضامن بعض الإنسانيين في بلادنا، كما حدث بعد واقعة أمليل، أخر من تسمع صوته هم سدنة معابد الفقه.".

new-zeland-hijab.png (249 KB)

ويضيف عبد الوهاب رفيقي، متحدثا عن عدم اعتذار المسلمين عن كل ما فعلته داعش قائلا :"هل سمعنا يوما اعتذارا علنيا وواضحا عن جرائم داعش في حق الإنسانية؟ هل اعتذرنا للإيزيديات عما تعرضن له من اغتصاب مستند إلى فقه الإماء والجواري وملك اليمين؟؟؟".

ويؤكد عبد الوهاب رفيقي على استحالة الوصول لإنسانية نيوزيلاندا التي بهرتنا جميعا ، يقول أبو حفص ؛" باختصار، لا يمكن أن نصل لهذا المستوى من الإنسانية، الذي رأيناه اليوم، لأن اللاوعي الشعبي يؤمن بما رسخه الفقه عبر قرون من الزمن عن ذلك الآخر..

هذا الآخر، كما يقول رفيقي هو :"الآخر الذي يجب إكنان العداوة والبغضاء له أبدا حتى يعلن إسلامه... الآخر الذي نستحضره ونحن نقرأ سبعة عشر مرة على الأقل في اليوم من المغضوب عليهم أو الضالين.. الآخر الذي يحرم التشبه به وتجب مخالفته... الآخر الذي لا يجوز الترحم عليه ولا الاستغفار له...الآخر الذي يجب اضطراره إلى أضيق الطريق... الآخر الذي لا حل معه إلا الإسلام كرها أو الجزية أو القتل... الآخر الذي لا تحل مطاعمته ولا مصاهرته ولا مؤانسته...

وأكثر من ذلك.. الآخر الذي نعتقد خيريتنا عليه.. وأننا أقرب إلى الله منه.. وأننا نحن الأعلون عليه.. وأنه هالك ونحن الناجون.. وأن البراء منه جزء من عقيدة المسلمين ودينهم.. "

ويؤكد عبد الوهاب رفيقي ان المتهم هنا هو الفقه الاسلامي، ذلك الفقه الذي لازال "معششا حتى في عقول كثير ممن يرفعون شعار الاعتدال، ويظنون أنفسهم أعداء للتطرف والإرهاب."

وبعد هذه الخلاصة التي وصل لها السيد عبد الوهاب رفيقي، يصل الى قناعة باستحالة الوصول لهذا المستوى من الانسانية الذي ابهرت به نيوزيلادا العالم، "لذا أنا متشائم جدا في أن نصل يوما ما لهذا المستوى من الإنسانية، مالم تكن هناك ثورة فكرية تقطع مع كل هذا الفقه العدائي".

انتهت تدوينة الأستاذ عبد الوهاب رفيقي، ويبقى السؤال :" هل نحن أمة التسامح أم هم ؟ لكن مع ذلك ، نقول لنيوزيلاندا شعبا وحكومة :" شكرا من اجل تعليمنا كيف يكون التسامح وكيف يكون التضامن !!

عبد الوهاب رفيقي يكتب عن إنسانية نيوزيلاندا
رابط مختصر
23‏/3‏/2019 06:41
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء أسرة "الحرية تي في" وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.