الدكتور "خالد أقزة" يوضح أسباب الإصابة بالأمراض النفسية والعصبية والعقلية.

الحرية تي في - عز الدين بلبلاج آخر تحديث : 9‏/12‏/2018 19:34

2018-12-09_16.13.06.jpg (15 KB)

تعتبر الأمراض العقلية نمطاً سلوكياً أو عقلياً (فكرياً) يضعف ويؤثر على أداء الفرد لمهام وأنشطة حياته المختلفة، وقد تكون هذه الأنماط دائمة ومستمرة خلال حياته، أو قد تكون على تكون على شكل نوبات متقطعة، أو على شكل نوبة واحدة منفصلة بحيث يكون فيها المرض العقلي آنياً، وتختلف الأمراض العقلية عن بعضها البعض حيث يكون لكل منها أعراضه وعلاماته المميزة الخاصة، ويصعب على الشخص العادي التفريق بينها لذلك ينصح دائماً بالاستعانة بخبير بالصحة النفسية والعقلية حتى يشخص المرض بشكل صحيح، كثيراً ما نصادف في الطرق أناس يبدون في حالة سيئة وثياب متسخة وسلوكيات غريبة، ويشعرون العديد من الناس بالخوف الشديد عند الاقتراب منهم، ويطلقون عليهم مصطلح "المجانين"، ومن ناحية علمية هؤلاء الأشخاص يسمون بالمرضى الذهانيين والمصابين بأمراض أو اضطرابات عقلية، فهؤلاء الأشخاص عاجزون عن التعامل مع الحياة بشكل طبيعي، واضراباتهم تعد أمراً خطيراً وعميقاً سواء كانت تمس التفكير أو العاطفة، أو التصرفات، أو جميعها، ولتسليط الضوء عن هذا النوع من الأمراض حاور الدكتور "خالد أقزة" مدير مستشفى الرازي والأخصائي في الأمراض النفسية والعصبية والنفسية ليحكي لنا كيف يتعامل مع المرضى وكيفية سبل العلاج والوقاية منه.

●/ س/ : أولا ، تفضل بتقديم نفسك للقارئ ؟
-/ج/ : تحية طيبة، خالد أقزة، 38 سنة، اختصاصي في الأمراض النفسية والعصبية والعقلية، حاصل على دبلوم الدراسات في علاج الإمان على تعاطي المخدرات، وخبير لدى المحاكم فيما يخص الأمراض العقلية، ومدير مستشفى الرازي للأمراض العقلية والنفسية والعقلية أكبر مؤسسة صحية بجهة الدار البيضاء-سطات، وكاتب اقليمي لحزب الحركة الشعبية بإقليم الحي الحسني وفاعل جمعوي.

●/ س/:باعتبارك مختص في مجال الأمراض العقلية والعصبية والنفسية، كيف يمكن أن تعرف بهذا المرض بشكل محدد؟
-/ج/: يُشير مصطلح الأمراض العقلية إلى مجموعة واسعة من أمراض الصحة العقلية، وهي اضطرابات تؤثر على المزاج والتفكير والسلوك، ويمكن للمرض العقلي أن يجعلك بائسا كما يمكن أن يسبب لك مشكلات في حياتك اليومية "في العمل أو في علاقاتك الشخصية والعاطفية".

●/ س/: كيف يصاب الشخص بالأمراض العقلية والعصبية والنفسية؟ وماهي أعراضه وأنواعه؟ وكيفية العلاج؟
-/ج/:يمكن أن تختلف علامات وأعراض المرض العقلي، تبعًا للاضطراب المحدد الذي تعاني منه، والظروف التي تمر بها وغيرها من العوامل، ويمكن أن تؤثر أعراض المرض العقلي على العواطف والأفكار والسلوكيات. وهنالك العديد من الأعراض العامة التي تظهر على المصابين بالأمراض العقلية، وهي: التصرف بشكل غريب ومفاجئة من حوله بسلوكياته غير طبيعية، عدم معرفته بما يدور من حوله، كالوقت والزمن، حيث إنه لا يهتم للزمن ولا يشعر به، عدم رعاية نفسه بشكل عام، ونظافته الشخصية بشكل خاص، فقدان الوعي بما يقوم به فهو لا يعلم لماذا يتصرف بهذه الطريقة أو ما عليه فعله، قد يقوم ببعض التصرفات الخطيرة على نفسه وعلى غيره، ويمكنه أن يعتدي على غيره سواء باللفظ أو بالفعل، سماع ورؤية أمور غير واقعية وغير موجودة إلا في عقله، مما يدفعه إلى التحدث مع شخصيات خيالية.
وتختلف أنواع الأمراض العقلية فهنالك العديد من الأمراض العقلية التي يمكن تقسيمها إلى عدة أنواع بناءً على الأسباب الرئيسية التي أدت إلى حدوث هذا المرض العقلي، وهي: الأمراض العضوية الناتجة عن وجود مشكلة في الدماغ، كالخلل في تكوين المخ وخلاياه، الأمراض الوظيفية كعجز أحد أعضاء الجسم من القيام بعمله بالشكل الطبيعي، الأمراض التسممية، كأن يحدث تسمم في بعض أعضاء الجسم نتيجةً لتناول المواد السامة، قد يكون المرض العقلي ناجم عن نقص في كمية بعض أنواع الفيتامينات في الجسم، أو نقص الأملاح المعدنية، الأمراض المرتبطة بأسباب خارجية كأن يتلقى الشخص ضربة قوية على الرأس مسببة له الارتجاج في المخ، أو الإصابة بضربة الشمس، أو تعاطي أنواع مختلفة من المخدرت، أو الكحول، الأمراض العقلية عند الأطفال، نتيجة حدوث مشاكل أثناء فترة الحمل.
إن أحسن علاج لهذه الأمراض هي الوقاية والتواصل والتتبع عند المختصين، وتتبع نصائح وإرشاد الأطباء، وأخد الأدوية الضرورية وفق الشروط المحددة، بالإضافة إلى دور الأسرة في التفاعل الإيجابي مع الشخص المريض، من أجل الحد من خطورة التصرفات الغير المحسوبة للمريض، وأعتبر أن لأي مرض علاج شريطة أخد النصائح بالكيفية المطروحة.

●/ س/:ماهي الأمثلة على العلامات والأعراض التي تدل على الإصابة بالأمراض العقلية والعصبية والنفسية؟
-/ج/:الشعور بالحزن أو بالإحباط، تشوش التفكير أو انخفاض القدرة على التركيز، الخوف أو القلق الزائد، أو الشعور المفرط بالذنب، تقلبات حادة في المزاج ارتفاعًا وانخفاضًا، الابتعاد عن الأصدقاء والانسحاب من ممارسة الأنشطة، شدة التعب، أو انخفاض النشاط، أو مشاكل في النوم، الانفصال عن الواقع (الأوهام)، أو جنون العظمة، أو الهلاوس، عدم القدرة على التكيف مع المشكلات أو الضغوط اليومية، صعوبة فهم وإدراك المواقف والأشخاص، إدمان الكحول أو تعاطي المخدرات، تغيرات كبيرة في عادات الأكل، تغيرات في الرغبة الجنسية، الغضب، أو العداوة، أو العنف المفرط، أفكار انتحارية.

●/ س/:أنتم اليوم تشغلون منصب مدير مستشفى الرازي للأمراض العقلية والعصبية والنفسية بتيط مليل، ماهي الإشكالات التي تواجهكم؟ وكيف تتعاملون لحلها؟
-/ج/: بالفعل سؤال في محله لأننا اليوم نعاني من عدة مشاكل أبرزها قلة الأطر الطبية بحيث نتوفر فقط إلا على طبيبتين وأنا ثالثهما، وهذا لا يكفي لحل مشاكل جهة الدارالبيضاء-سطات التي تعد أكبر جهة بالمغرب، بالإضافة إلى توفر المستشفى على 21 ممرض وممرضة وهذا العدد غير كافي بحد ذاته، وحاولنا مراسلة الجهات المسؤولة لحل هذا الإشكال إلا نتظر ونساير لغاية إيجاد حلول بديلة، ولولا المحسنين الذي يساهمون في حل بعض المشاكل لأصبحنا نعاني الأمريين.

●/ س/:هل البنية التحية للمستشفى كافية لاستقبال المرضى؟ وما هو معدل الوافدين عليه؟ وهل يتوفر على معدات طبية؟ وماهي الصعوبات؟
-/ج/: بكل صدق يشهد مستشفى الرازي عجز من ناحية استقبال المرضى، حيت أن المستشفى لايمكنه أن يتجاوز استقبال 110 حالة، بينما تستحود على 40 في المئة من العدد الإجمالي الحالات التابعة للقضاء والمؤسسات السجنية التي تعاني من الأمراض العقلية، وتعرف المؤسسة الصحية ضعف في المعدات والتقنيات الطبية، بالإضافة إلى أننا نعاني من ضعف لحراسة السجناء داخل المستشفى وخطورتهم على الحياة العامة وراسلنا الدرك الملكي والنيابة العامة ولازلنا ننتظر التدخل.

●/ س/:ماهي الرسالة التي تود بعثها إلى وزارة الصحة ولعموم الشركاء لتحسين أوضاع المستشفيات والأطباء بصفة عامة وخدمات مستشفى الرازي بصفة خاصة؟
-/ج/: رسالتي لوزارة الصحة هي تحسين أوضاع الأطباء والأطر المساعدة وتحفيزهم للعطاء أكثر، وكذلك فتح باب الحوار في وجه الغاضبين للحد من ظاهرة الإستقالات الجماعية للأطر الطبية، لأن القطاع يعاني سواء من قلة الأطر أو غياب للمختصين أو انعدام لبعض المعدات، كما أود بعث رسالة للمحسنين لدعم الخدمات المقدمة داخل مستشفى الرازي وتحسين جودتها والحد من معاناة الأسر والمرضى، لكي تتحسن حالاتهم ويصبحوا قادرين على الاندماج في الحياة.

●/ س/: باعتبارك مسؤول حزبي داخل حزب الحركة الشعبية بإقليم الحي الحسني، ماذا قدمت للمواطنين بالمنطقة من خدمات صحية، وإلى ماذا تطمحون؟
-/ج/: منذ دخولي للعمل الحزبي والسياسي بهذه المنطقة قمت بوضع تشخيص للأمراض العقلية والنفسية بالمنطقة والتفاعل مع أسر المرضى ومواكبتهم بعيادتي المتواجدة بمصحة الشفاء، أولا للتعريف بهذه الأمراض وكيفية الوقاية والعلاج منها، وكذلك الإستشارة المجانية وتقديم يد المساعدة، كما أنني أتفاعل مع أي دعوة أتلقاها من طرف جمعيات المجتمع المدني في هذا المجال، وأطمح لأن أضع برنامج عمل واستراتيجية واضحة اشتغال واضحة للحد ومعالجة الأمراض العقلية والعصبية والنفسية ضمن النموذج التنموي الجديد الذي دعا إليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأييده.

●/ س/: الدكتور خالد مؤخرا تم تكريمك من طرف جمعيات المجتمع المدني، ماهو احساسك؟ وكيف تقدم لهم يد المساعدة؟
-/ج/: صحيح تم تكريمي من طرف فعاليات المجتمع المدني الذي لا أعتبره تشريف بقدر ماهو تكثيف الجهود في هذا المجال، أما بخصوص المساعدة التي أقدمها لهم فهي تتجلى في فتح الباب أمامهم والتواصل معهم بشكل مستمر واستقبال حالاتهم والمشاركة معهم في القوافل الطبية بالمجان، لأني أعتبر أن المجتمع المدني يلعب دور مهم في خدمة الصالح العام.

●/ س/: في إطار كلمة ختامية، ماذا يود الدكتور خالد أقزة القول سواء للأطباء أو المسؤولين أو المواطنين؟
-/ج/: أولا أشكر "قناة الحرية تي في" على مواكبتها الإعلامية، وثانيا أدعو الأطباء إلى التحلي بروح المسؤولية والمواطنة الحقة في التعامل مع معاناة المرضى والمحاولة لفهم حالاتهم ومعالجتهم وفق الواجب الإنساني قبل أي شيء، كما أدعو الوزارة المكلفة بالقطاع إلى الإستماع إلى الإشكالات التي تعاني منها الأطر الطبية وايجاد حلول إيجابية لها، وعلى المواطنين التحلي بالصبر لقضاء حاجياتهم، لأننا نسعى كلنا لحل المشاكل وتحسين الأوضاع الصحية للمغاربة لنكون بذلك مواطنين يحبون الخير للوطن والمواطن في إطار مجتمع متكامل ومتفاعل وخدوم، من أجل تنمية مستدامة الهدف منها تطوير ونمو الطاقات والكفاءات التي تجعل من قطاع الصحة رافعة أساسية للنموذج المغربي التنموي الجديد.

الدكتور "خالد أقزة" يوضح أسباب الإصابة بالأمراض النفسية والعصبية والعقلية.
رابط مختصر
9‏/12‏/2018 19:34
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء أسرة "الحرية تي في" وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.