جلسة حوارية مع السيد "ياسين جلال" عضو المجلس الوطني لحزب الإستقلال بدولة فرنسا.

الحرية تي في - عز الدين بلبلاج آخر تحديث : 13‏/11‏/2018 23:36

received_511756675966637.jpeg (27 KB)

إن الإنتماء السياسي والعمل داخل تنظيم حزبي، شكل منذ الأزل ارتباط عميق سواء بين الإنسان المثقف والمؤسسات العمومية والمنتخبة، أو بين المناضل والهيئات المدافعة عنه، سواء التيار النقابي أو الفريق البرلماني أو الجهاز الإعلامي للتنظيم، بهدف خلق جيل من المناضلين لا تمييز فيه بين القيادة أو القاعدة، وشكلت الجالية المغربية بالعالم قبل وبعد استقلال المغرب جزءا لا يتجزأ من المشهد السياسي قاطبة، ولعبت دور مهم في الدفاع عن الحقوق والواجبات والتنزيل الصحيح للديمقراطية داخل البلاد وكذلك داخل التنظيم الحزبي، وللجالية ميزة خاصة تتجلى في الدعم والترويج الإيجابي للقضايا الوطنية دوليا وفي مقدمتها قضية "الصحراء المغربية"، ولتسليط الضوء على العمل الحزبي خارج المغرب، حاورنا السيد "ياسين جلال" عضو المجلس الوطني لحزب الإستقلال بدولة فرنسا، ليروي لنا قصة نجاحه في تمثيل حزب الإستقلال خارجيا.

●/ س/ : أولا ، تفضل بتقديم نفسك للقارئ ؟
-/ج/ : تحية طيبة، ياسين جلال، 34 سنة ، مهندس دولة تخصص هندسة النظم المعلوماتية، عضو المجلس الوطني لحزب الاستقلال و منسق الشبيبة الاستقلالية بباريس و شمال فرنسا.

●/ س/:كيف ترى طريقة الاشتغال التي يعرفها حزب الاستقلال في عهد نزار بركة؟
-/ج/: عرف حزب الاستقلال نقطة تحول بارزة عقب انتهاء أشغال المؤتمر 17 الذي أفرز قيادة جديدة و أمين عام جديد الاخ نزار بركة الذي انتخب بأكثر من 90 بالمائة من مجموع الاصوات المعبر عنها. و قد كان الرهان الاكبر للاخ الامين العام هو جمع شمل البيت الاستقلالي و إعادة بناء مؤسسات الحزب و منظماته الموازية وفق مبادئ الديمقراطية و استيعاب كل الخلافات و الاختلافات الناتجة عن المراحل السابقة، فكانت منهجية الانصات لانتظارات المناضلين عن طريق نظام الاستمارة أنجع وسيلة لالتقاط كل الاشارات السلبية و الايجابية للمناضلين. و بالفعل من خلال مختلف الاجوبة تم وضع برنامج عمل من طرف الاخ نزار بركة للاستجابة لمتطلبات مناضلي و مناضلات حزب الاستقلال و هذه نقطة تحسب للاخ الامين العام.
تبقى النقطة المهمة الآن هو تنزيل برنامج العمل على أرض الواقع و تفعيل مقرراته لإصلاح هياكل الحزب و مؤسساته من أجل إعادة الثقة داخل الحزب لاغلبية المناضلين أولا و أيضا إعادةالثقة للمواطن المغربي في حزب الاستقلال تحضيرا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
من جهة أخرى أرى من موقعي أن الاخ نزار بركة و في إطار مقاربة تشاركية اقدم على وضع منهجية تقوم على إشراك أطر الحزب في وضع تصور جديد لنموذج تنموي يستجيب لمتطلبات الشعب المغربي لتحقيق التنمية البشرية المستدامة و بالفعل تم صياغة تصور جديد لنموذج تنموي من خلال إسهامات أطر الحزب و هذا أمر يجعلنا نفتخر بكفاءات الحزب.
●/ س/: هل فعلا حزب الاستقلال رجل المرحلة المقبل؟ ماهي التجليات لتحقيق ذلك؟
-/ج/: من السابق للأوان أن نجزم أن حزب الاستقلال هو رجل المرحلة المقبلة لاننا غير قادرين على تحديد ملامح المرحلة المقبلة لكونها في تغيير مستمر، لكن حزب الاستقلال يؤكد اليوم من خلال تموقعه في المعارضة على رغبته في الاستجابة لمطالب الشعب المغربي في ميادين لا تقبل المزايدة كالصحة والتعليم و إيجاد حلول فعلية لتحقيق التنمية و تقليص معدلات البطالة، فقد كان حزب الاستقلال سباقا لاقتراح مشروع تعديل قانون المالية 2018 من أجل رفع القدرة الشرائية للمواطن المغربي عن طريق تدابير و إصلاحات قابلة للتنفيذ، و من خلال هذا يلاحظ أن حزب الاستقلال عن طريق منتخبيه في الغرفة الاولى و ممثليه في مجلس المستشارين قريب جدا من متطلبات ومشاكل المواطن المغربي، من خلال تطرقه لمختلف الاشكاليات التي يعيشها و طرحها بشكل جريء، كموضوع الساعة الاضافية و إشكالية تسقيف أسعار المحروقات و موضوع دعم الفلاحين الصغار و المقاولات الصغرى..، و هذا يشكل مؤشر قوي على أن حزب الاستقلال سيكون له دور ريادي في المرحلة المقبلة لاسيما اليوم نرى أنه من خلال مقترحاته الفعلية من موقع المعارضة لا يمارس فقط المعارضة من أجل المعارضة.

●/ س/: كيف يتم التعامل مع الجالية داخل حزب الاستقلال؟ وهل تأخد الجالية نصيبها تنظيميا كباقي الجهات؟ وماهي المعيقات؟
-/ج/: لقد حرص حزب الاستقلال على إعطاء أهمية كبرى لمغاربة العالم من خلال الاهتمام بمشاكلهم و متطلباتهم، فقد كان حزب الاستقلال في اقتراح مشروع تمثيلية مغاربة في مجلس النواب و مجلس المستشارين لكن الحكومة السابقة لم تستجب لهذا المطلب، و ظل حزب الاستقلال محافظا على نفس التوجه من خلال برامجه الانتخابية التي تضمنت تدابير و إلتزامات تهم مغاربة العالم في مختلف المجالات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية، فيما يخص نصيب و تمثيلية مغاربة العالم في المؤسسات الداخلية للحزب، نلاحظ جهود الحزب الدائمة في تفعيل ذلك لكن هذه التمثيلية لا ترقى الى مستوى تطلعات مغاربة العالم الذي يفوق عددهم 8 مليون،و في هذا الإطار يجب اعتبار مغاربة العالم الجهة رقم 13 و إعطائها التمثيلية التي تستحق كمثيلتها من الجهات الاخرى و خصوصا عندما نقف على الدور الفعال الذي يقوم به مغاربة العالم في الميدان الاقتصادي "المساهمة في إحتياطي العملة الصعبة"في الميدان الاجتماعي و الثقافي و الرياضي، وأهم عائق وراء رفع التمثيلية مغاربة العالم داخل مؤسسات الحزب هو عدم تعديل القانون الأساسي للحزب لادراج الجهة 13 لمغاربة ضمن مواده.

●/ س/: الاشكالات التي تعاني منها الجالية اليوم؟ وأنتم كحزب كيف ترون طرق حلها؟
-/ج/: حسب منظوري الخاص الاشكالات التي تعاني منها الجالية هي مشاكل في بلدان الاستقبال و مشاكل في بلدهم الام، فيما يخص المشاكل في بلدان الاستقبال فهي تتجلي في علاقة مغاربة العالم بمؤسسات الدولة و ممثليها في بلدانهم من قنصليات و سفارات من أجل تسهيل المساطر الادارية. لا ننكر أن هناك عملا جبار في هذا الباب لتسهيل المساطر الادارية في بعض القنصليات لكن يجب تعميم ذلك في كل القنصليات و السفارات في مختلف بقاع العالم التي يتواجد بها مغاربة العالم، من جهة أخرى هناك اشكال يتعلق بارتباط مغاربة العالم بوطنهم الام و هذا لن يتحقق الا اذا توفرت الظروف الملائمة من أجل الحفاظ على هذا الارتباط لكن الملاحظ و خصوصا في فترات العطل ان أثمنة النقل الجوي و البحري تصل الى أسعار خيالية مما يشكل عائقا كبيرا للحفاظ على الارتباط بالوطن الام، هناك إشكالية اخرى تتعلق بالهوية و الثقافية المغربية حيث ان برامج الوزارة المكلفة بمغاربة العالم لا ترتقي الى مستوى تطلعات مغاربة العالم في هذا الباب و خصوصا انها تكون موجهة لفئة معينة و لمنطقة معينة و لا تشمل كل مغاربة العالم في مختلف المناطق. و حتى المبادرات الثقافية من أجل الحفاظ على الهوية المغربية للجيل الرابع او البرامج التي طرحت في مدن كبرى كباريس و بروكسيل فانها لم تستمر،
و هناك نقطة مهمة تتعلق بتدريس اللغة العربية و الثقافة المغربية لابناء مغاربة العالم فالملاحظ هو قلة المعلمين المرسلين من طرف الوزارة المكلفة بمغاربة العالم مقارنة مع العدد الكبير لابناء مغاربة العالم و لا يمكن لهذا العدد من المعلمين الاستجابة لكل المتطلبات،
فيما يخص مشاكل مغاربة العالم بوطنهم الام نجد اشكالية ثقة مغاربة العالم في الاستثمار بالمغرب حيث نجد ان أغلبية مغاربة العالم غير متحمسين للاستثمار بوطنهم و هذا راجع الى فشل أغلب التجارب السابقة باعتبار ان المغرب و بختلف مؤسساته أرضية غير مشجعة للاستثمار، هناك نقطة أخرى تتعلق بعمليات عبور مغاربة العالم الى وطنهم الام او الى بلدان الاستقبال حيث وقفنا على الخلل التنظيمي الكبير خصوصا في الموانئ و خلف هذا الامر استياء كبيرا لدى مغاربة العالم.
نحن كحزب الاستقلال نرى ان الطريقة الانجع هو البدء أولا بالانصات لمغاربة العالم و لمتطلباتهم من أجل وضع برامج تستجيب لحاجيتهم في مختلف الميادين الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية. و هذه البرامج لا يمكن أن تفعل و تطبق على أرض الواقع في ظل غياب إرادة سياسية تجعل من مغاربة العالم جزء لا يتجزأ من مخططات مختلف الوزارات.

● / س/: باعتبارك عضو مجلس وطني لحزب الاستقلال باسم الجالية، ماهي الرسالة التي تود بعثها سواء لقيادة حزب الاستقلال، أو للتنظيم، او للجالية؟
-/ج/: أود قبل أن أختم أن أشكر قناة "الحرية تي في" على هذا اللقاء الشيق و من خلال بوابتكم أوجه رسالة لقيادات الحزب أن نستمر جميعا في الدفاع عن موضوع اقرار المواطنة الكاملة لمغاربة العالم بتفعيل مضامين الفصل 17 من الدستور المغربي الذي يقر أن مغاربة العالم هم مُنتخَبون و يَنتخِبون لتمكين مغاربة العالم من ممارسة حقهم الدستوري المشروع و بالتالي ضمان تمثيلتهم في مختلف المؤسسات من أجل الدفاع عن حقوقهم و أيضا من أجل الاسهام في تطور و إقلاع مغربنا الحديث.

 

جلسة حوارية مع السيد "ياسين جلال" عضو المجلس الوطني لحزب الإستقلال بدولة فرنسا.
رابط مختصر
13‏/11‏/2018 23:36
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء أسرة "الحرية تي في" وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.