الهجرة السرية والانتحار، أو الإحتجاج بصيغ جديدة؟

الحرية تي في - الحرية تي في آخر تحديث : 18‏/9‏/2018 21:41

محمد المبروكي*

received_418464275348764.jpeg (24 KB)

تزايد معدل الانتحار و الهجرة السرية في صفوف شباب و أطفال "مدن الهامش بصفة عامة مدينة وادي زم بصفة خاصة" يشكل تمرد هذه الفئة على مجموعة من المؤسسات التنشئوية : في مقدمتها مؤسسة الاسرة التي تعتريها اعطاب اجتماعية على المستويين البنيوي و الوظيفي كالتفكك الاسري، و عجزها حتى على تقديم شعور الاطفال بالانتماء . ناهيك عن تخليها على الادوار التنشئوية المنوطة بها و الاكتفاء بدورها الانجابي .

كما تؤشر هذه المعدلات على ضعف المدرسة التي لم تعد تواكب تطور المجتمع والشباب و الاطفال، و عجزها عن تلبية حاجاتهم و تطلعاتهم ...ثم بعد ذلك تأتي المشاكل المجالية المرتبطة ببنية المدينة و السياسات التي تتحكم فيها حيث لم تستطيع المدينة ان تقدم ولو متنفسا وحيدا، و عجزها عن تقديم فضاء للترفيه و الترويح واللعب الذي يشكل أحد أهم شروط المدينة المعاصرة.

مع غياب هذه الشروط يجد الطفل نفسه غريب في المدينة و لا تيسر عليهم عملية تكوين الشخصية، و الهوية الذاتية، و تحقيق الذات من خلال البنية المجالية التي باتت تبشيرا بالاقصاء الذاتي، و التفكير في مجال بديل و اختيار هذا المجال انقسم الى نوعين :

الاول هو التفكير في مجال افضل و الحديث هنا عن اسبانيا و ايطاليا بالنسبة للذين اختاروا الهجرة .

والثاني صنف اخر وهو مجال مجهول، و الحديث هنا عن الانتحار،  لأن الشباب و الاطفال في تقديرهم أنه ليس ثمة مجال للتحفيز سوى على البؤس كما الحال في المدينة ...


إن هذه الظواهر ؛ التي أصبحت سمة غالبة بوادي زم؛ في تقديري تشكل تمرد واحتجاج على العديد من المؤسسات التنشئوية كالاسرة والمدرسة والمجال و السياسات التي تتحكم في تنظيمه و يمكن ان تلاحظوا انني لم اقف عند البطالة و سوق الشغل لأن هذه الفئات التي نحن بصدد الحديث عنها، لم تتجاوز بعد مستوى الباكلوريا ...

 

* رئيس فرع منظمة بدائل للطفولة و الشباب وادي زم

الهجرة السرية والانتحار، أو الإحتجاج بصيغ جديدة؟
رابط مختصر
18‏/9‏/2018 21:41
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء أسرة "الحرية تي في" وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.