من يكون المدرب الأنسب للوداد في هذه الفترة؟

الحرية تي في - وحيد جودار آخر تحديث : 9‏/9‏/2018 10:20

سيباستيان-دوسابر.jpg (309 KB)

حين وقع السيد عبد الهادي السكيتيوي أوراقه للعمل كمدير رياضي بنادي الوداد، استبشر الجميع خيرا بهذه الخطوة الحكيمة التي أقدم عليها رئيس النادي سعيد الناصيري. فالرجل خبير بميادين كرة القدم، وله من الرصانة وحسن التدبير وبعد النظر ما يكفي لإضفاء لمسة تسيير احترافية على أنظمة النادي الأحمر، وقد بدأت مساهماته الحميدة تظهر في ملفات عديدة منها انتدابات اللاعبين الجدد خلال المركاتو الماضي (بديع أووك مثلا).

ما بين يناير ويوليوز 2018 ظل المدير الرياضي متواريا في كواليس النادي مادام المدرب التونسي فوزي البنزرتي يقود الفريق ويحقق معه انتصارات متتالية أداء ونتيجة (كأس السوبر الإفريقي والمركز الثاني للبطولة الاحترافية). وحينما قرر المغادرة ملبيا نداء وطنه، وجد الوداديون أن السكيتيوي هو أفضل من يقود هذه المرحلة بخبرته الكبيرة، رغم أن الجميع كان على يقين بأنها ستكون مرحلة مؤقتة وأن مكتب تسيير الوداد سيحاول البحث عن مدرب أجنبي يستطيع مواصلة مشوار التألق مع الفريق. فقد أثبتت التجربة أن الأجانب أكثر نجاحا مع هذا النادي الذي لا ترضى جماهيره العريضة بغير الانتصار المقنع.

جلس السكيتيوي في دكة احتياط الوداد ووضع خططه وجرب اختياراته فعاد قاريا بتعادل من ميدان توغوبور وتفوق على ماميلودي صنداونز بعد مواجهة غير مقنعة، أما محليا فقد تمكن من قلب هزيمته انتصارا على أرض الكوكب المراكشي وتأهل إلى الدور القادم من كأس العرش، فيما تقبل هزيمته الأولى أمام أولمبيك أسفي في افتتاح مشواره بالبطولة الوطنية. والتي وإن كانت مجرد هزيمة عادية لا تعني أكثر من 3 نقاط في مسار مازال طويلا ويمكن بالتأكيد تداركه، إلا أن أمورا كثيرة في تشكيلة الفريق وأسلوب اللعب أثارت القلق في نفوس الجماهير الحمراء من قدرة المدرب على خوض تحدي اللعب على مختلف الواجهات تحت كل هذه الضغوط، فظهر من ينادي بالتعجيل بتعيين مدرب يهاجم مثل البنزرتي ويدافع مثل عموتة.

لا أحد يجادل في أن تشكيلة الوداد الحالية تضم أجود لاعبي البطولة المغربية، ومع الانتدابات الأخيرة خاصة في الخط الأمامي (أووك - مترجي - باباتوندي - جيبور - أوكيشوكو) يظهر أنها أفضل بكثير مما توفر للوداد العام الماضي حين كان يلعب بدون مهاجم صريح. غير أن توظيف هذه الترسانة البشرية لم يتم لحد الآن بشكل يوحي بأن الوداد يلعب بثقة وثبات يمكنانه من فرض أسلوبه على الخصوم، بدفاع رصين يعرف كيف يستخلص الكرات وهجوم حيوي يعرف كيف يستثمر الفرص.

بيد أن المشكلة التي وجد رئيس النادي نفسه داخلها كانت هي الظرفية الصعبة التي تحاصر الفريق الذي يلعب على 4 واجهات في آن واحد (البطولة وكأس العرش وعصبة الأبطال والبطولة العربية) تترتب عنها واجهتان إضافيتان (السوبر الأفريقي وكأس العالم للأندية) وهي كلها مواعيد مغرية على جميع المستويات المادية والمعنوية. والقبطان الذي يستطيع أن يقود سفينة الوداد في هذه البحار الهائجة ينبغي أن يكون خبيرا في الكرة الأفريقية أولا، ولديه معرفة كافية بلاعبي الوداد ثانيا مادامت أطول مهلة قد تمنحه قبل أول اختبار لن تتجاوز أسبوعا واحدا.

ولعل البروفايل الوحيد الذي قد تتوفر فيه هذه المواصفات حاليا، هو بروفايل المدرب الفرنسي سيباستيان دوسابر، فللرجل خبرة إفريقية مهمة إذ درب عدة فرق في القارة السمراء من قبيل أسيك ميموزا وكوتون غاروا والترجي التونسي وليبولو الأنغولي وشبيبة الساورة الجزائري. كما أنه يعرف أكثر لاعبي الوداد الحاليين، منذ أن خلف جون توشاك في الإدارة التقنية للوداد (بعد أن عين كمدير رياضي أولا) حيث كان قدره أن يدشن مشواره الودادي إلى جانب محمد سهيل بمباراة مصيرية حاسمة ضد الزمالك المصري برسم نصف نهائي عصبة الأبطال، وكان عليه أن يخوضها والفريق مثقل بهزيمة قاسية عاد بها من برج العرب (0-4) فاستطاع أن يصنع من تشكيلته كتيبة مقاتلين أذهلت الجميع بمباراة خيالية انتهت بانتصار (5-2) لم يكن كافيا لحسم التأهل. أما في مشوار البطولة، فكان لدوسابر نصيب كبير في الفوز باللقب 19 بعد أن قاد الفريق طوال مرحلة الذهاب (2017) التي أنهاها في الصدارة، ليسلم بكل لباقة مشعل النادي لخلفه الحسين عموتة الذي واصل مشوار التتويج.

دوسابر الذي غادر الوداد بشكل أنيق ولكن غريب في الوقت نفسه، وجد نفسه مشرفا على نادي الإسماعيلي المصري (8 آلاف دولار شهريا) فحصد معه نتائج مميزة بتحقيقه 13 فوزا و4 تعادلات وهزيمة واحدة (لعب 18 مباراة). وبحلول دجنبر 2017 وافق على عرض لتدريب المنتخب الأوغندي (25 ألف دولار) حيث مازال يعمل حتى الآن، رغم غضب الجماهير من نتائج مشاركته السيئة في شان 2018 بالمغرب، ويبدو أن اتحاد الكرة قد يبادر بإقالته في حال لم يتمكن من حسم تأهل المنتخب إلى نهائيات أمم أفريقيا بالكاميرون 2019.

وأيا يكن القرار الذي ستقدم عليه إدارة الوداد، بتزكية السكتيوي كمدرب لمزيد من المباريات، أو تعيين مدرب آخر قريب أو بعيد، فلدى جماهير الفريق الأحمر هذا الموسم انتظارات وتوقعات كبيرة، ويبدو أنها لن ترضى بغير الصعود إلى منصة التتويج في مختلف الواجهات، مهما تكن الظروف والخصوم.

من يكون المدرب الأنسب للوداد في هذه الفترة؟
كلمات دليلية
رابط مختصر
9‏/9‏/2018 10:20
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء أسرة "الحرية تي في" وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.