السيسي إلى أمريكا: هل هو الهروب أم الثقة في إحكام القبضة على مصر..؟

الحرية تي في - الحرية تي في آخر تحديث : 21‏/9‏/2019 19:16



EE8swAbXsAEXYMR.jpeg.jpg (100 KB)

سعيد بوزردة

غادر السيسي القاهرة ليلة أمس الجمعة متوجها إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفقا لما أوردته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، مضيفة أنه سيلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء 25 سثنبر الجاري، و سيلتقي بعدد من قادة دول العالم على هامش اجتماعات الجمعية العامة.

بينما تحدث وسائل إعلام معارضة عن فرضية هروب السيسي كما هرب بنعلي تونس قبله.

هروب وخوف أم اطمئنان زائد..

عقب الإعلان عن سفر السيسي، تناسلت التحليلات على منصات التواصل الاجتماعي، بين من اعتبر الأمر خطوة لإظهار ثقة السيسي في استقرار نظامه وولاء الجيش والأجهزة السيادية له، وبين من اعتبرها هروبا من مواجهة محتملة مع بعض أجنحة نظامه، أو مع احتجاجات محتملة في الشوارع.

وكان موقع "مدى مصر" الإخباري قد نقل عن ثلاثة مصادر حكومية -لم يسمها- أن السيسي كان يفكر في إلغاء سفره أو اختصار مدة الرحلة، في ظل التوترات الحالية في مصر على خلفية دعوات للتظاهر اليوم الجمعة للمطالبة برحيل السيسي.

وقال أحد المصادر للموقع إن وزير الخارجية المصري سامح شكري "أُبلغ باحتمالية أن يترأس هو وفد مصر المشارك في الجمعية العمومية".

وقال المصدر ذاته إن نقاشات جرت في الدائرة المحيطة بالرئيس حول ما قد يعنيه إلغاء سفره إلى نيويورك، حيث رأى رئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل أنه قد يبعث رسالة سلبية عن استقرار الوضع في مصر وقدرة النظام على ضبط المجتمع.

مسلسل المقاول والرئيس: عرى على فساد النظام 

خلال الأيام الماضية، دعا المقاول والممثل المصري محمد علي -الذي عمل مع الجيش سنوات عدة- المصريين للنزول إلى الشارع مساء اليوم الجمعة للتعبير عن رفضهم سياسات السيسي، والمطالبة برحيله.

وبث علي مقاطع فيديو عديدة اتهم فيها السيسي وحاشيته وبعض قيادات القوات المسلحة بالفساد.

وقال مصدر لموقع "مدى مصر" إن هناك حالة غضب في دوائر الحكم بسبب فيديوهات محمد علي، موضحا أن هذا الغضب تُرجم في صورة إجراءات عقابية بحق بعض العاملين في أجهزة جمع المعلومات، كان أولها استدعاء مسؤول اتصال المخابرات الملحق بالبعثة الدبلوماسية المصرية في إسبانيا وتعنيفه.

يشار إلى أن المقاول محمد علي كان غادر مصر واستقر بمدينة برشلونة الإسبانية.

السيسي يستنفد قوته لإحكام قبضته على الشعب

بينما كان محمد علي ينخر بنيان عسكر السيسي، كان الأخير  يعقد عددا من الاجتماعات اﻷمنية والسياسية رفيعة المستوى لمناقشة تطورات الوضع داخل البلاد، ومراجعة خطة التحرك اﻹعلامي والأمني لمواجهة ما تم وصفها بكونها حملة ممنهجة تهدف إلى زعزعة الاستقرار وتهديد اﻷمن، كما التقى الرئيس عددا من أهم القيادات العسكرية والمخابراتية واﻷمنية -جماعة ومنفردين- ليطمئن إلى أن أحدا لن يخرج للشارع، وأن من يفكر في التظاهر سيلقى ردا سريعا وحاسما.

ويبدو أن  السيسي  اهتم أكثر بإجراءات إحكام القبضة على الحرية في مصر أكثر من تكذيب أسرار محمد علي التي لقيت تجاوبا كبيرا داخل و خارج مصر، وكأنه يوحي للشعب بأنه وإن صحت حكايات الفساد والنهب فأنا الحاكم، أحب من أحب وكره من كره.

وفي ذات ابمنحى حرص على أن يظهر أول أمس الخميس بجنازة رئيس أركان الجيش المصري الأسبق الفريق إبراهيم العرابي، مع إجبار جميع رموز الجيش على الحضور في مشهد يصور البيعة العسكرية من القادة السابقين والحاليين للعسكري الاول، في رسالة لاستعراض الثقة والاطمئنان في السيطرة على مقاليد الأمور.

وظهر بجوار السيسي وزير الدفاع الحالي اللواء محمد زكي -رئيس الحرس الجمهوري السابق الذي تحفظ على الرئيس المنتخب الراحل محمد مرسي إبان الانقلاب العسكري عليه في صيف 2013- ووزير الدفاع السابق صدقي صبحي والأسبق محمد حسين طنطاوي.

كما ظهر في الجنازة أيضا رئيس الأركان الحالي الفريق محمد فريد حجازي، ورئيس الأركان السابق الفريق محمود حجازي.. 

هذه الترتيبات  هي التي قوة فرضية أن السيسي غادر مصر مطمئنا على مملكته.

تواصل الغضب الإلكتروني
‏وفي ظل حالة الغضب التي تشهدها مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية ضد السيسي، وتضامنا مع دعوات رحيله، غيّر النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي صورة البروفايل للون الأحمر، كرسالة احتجاج وغضب.

وبعدها ظهر وسم "جمعة الغضب" الذي يستلهم جمعة 28 يناير 2011، مباشرة ظهر وسم "ارحل"، ووسم (Sisi out).

ورغم تحرك الأجهزة الأمنية واعتقال عشرات النشطاء والحركيين السياسيين وكدا المعتقلين السابقين بدون سابق إعلامات، في إشارة لمحاولة إفراغ الشارع المصري من محركات الإحتجاج ورموزه، إلا أن الغضب الإلكتروني لم يتوقف عن المسير قدما ليصل لإطلاق صباح الجمعة وسم "الشعب يريد إسقاط النظام"، وهي جملة لها وقعها وذكرياتها بالنسبة لمن شاركوا في ثورة 25 يناير 2011، التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك بعد 30 عاما قضاها في السلطة.

الإحتجاج يصل للشارع ليلا

حدد فئات عريضة من المجتمع ساعة  ما بعد مقابلة السوبر المصري بين الغريمين الأهلي والزمالك للخروج للشارع لتفعيل مطالب وسوم منصات التواصل الاجتماعي على أرض الواقع، رغم حيلولة الأجهزة الأمنية دون وصول المشجعين للملعب لمشاهدت السوبر الذي انتهى بفوز الأهلي بنتيجة 3 ل 2، وهو الفوز الذي اعاد للجماهير ذكرى شهداء الأهلي برصاص الإنقلاب، وما هي إلا ساعة ونصف بعد المباراة حتى كانت شرارة الإحتجاجات قد انطلقت في مدن متعددة بمصر، ولم تفلح الأجهزة في إخماد شرارتها طيلة ليلة السبت محددة مطالبها في "الشعب يريد إسقاط النظام".
 
الإحتجاجات إلى أين.. ؟
فهل هو ربيع الشعب العربي يتجدد رسميا بعد مباريات ودية تعرفت فيها الشعوب على تشكيلات وخطط واستراتيجيات انظمتها..؟ 
السيسي إلى أمريكا: هل هو الهروب أم الثقة في إحكام القبضة على مصر..؟
رابط مختصر
21‏/9‏/2019 19:16
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء أسرة "الحرية تي في" وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.